أعلنت الحكومة الباكستانية، اليوم الخميس، إرجاء جولة المفاوضات الثانية بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، في أعقاب تقارير عن وفاة الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان المتمردة. ونقلت قناة "جيو" الباكستانية عن متحدث باسم وزارة الخارجية قوله إن قيادة حركة طالبان الأفغانية طلبت إرجاء المفاوضات في ضوء التقارير الخاصة بوفاة الملا محمد عمر، وما ترتب على ذلك من شيوع حالة من الشكوك. وكان من المتوقع أن تبدأ جولة المفاوضات الثانية بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان غد الجمعة، حيث تسعى الحكومة الأفغانية إلى ممارسة ضغوط على طالبان للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الباكستانية إن "باكستان والدول الصديقة لأفغانتسان تأمل أن تواصل حركة طالبان اشتراكها فى عملية السلام، من أجل النهوض بسلام دائم في أفغانستان". ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية التعليق على نبأ وفاة الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان المتمردة، ولكنه قال إن باكستان تجري تحقيقات للتأكد من صحة تقارير وفاته. بدورها، قالت طالبان أن المكتب السياسي للحركة "ليس لديه علم بمثل هذه العملية" - بحسب ما أوردت قناة جيو- مبتعدة بذلك عن مباحثات السلام مع الحكومة الأفغانية. ورغم أن الحركة لم تعلن رسميا وفاة الملا عمر، إلا أنها قررت في وقت سابق من اليوم تعيين قائد جديد لها. وأشارت قناة "جيو" إلى أن هذا البيان يعد أول تعليق من جانب الحركة، التي أعلنت تمردها منذ 14 عاما ضد الحكومة والقوات الأفغانية، على إعلان حكومة كابول وفاة الملا عمر استنادا إلى "معلومات موثوقة". يذكر أن الملا عمر ولد بالقرب من قندهار بأفغانستان عام 1959، وفقد إحدى عينيه خلال قيادته القتال ضد القوات السوفيتية في ثمانينيات القرن الماضي، وبعد خروج الجيش السوفيتي من أفغانستان عام 1989 انسحب عمر من الحياة العامة للتدريس في مدرسة لتحفيظ القرآن وتدريس علومه. في عام 1999 نجا الملا عمر من محاولة اغتيال يقال إنها أودت بحياة إحدى زوجاته الأربعة، كما فقد ابنه البالغ من العمر 10 سنوات خلال القصف الأمريكى لأفغانستان في أعقاب هجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001.