قال الدكتور محمد وهدان، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان أزهد النَّاس في الدنيا، فزهده صلى الله عليه وسلم اختيارياً، فلو شاء لجعل الله له الجبال ذهباً، وقد فتح الله تعالى له البلاد، وجعل له خمس الغنائم حقاً له، وكان له نصف مزارع خيبر، ومع ذلك .. كان يتصدق بكل ما يأتيه من الأموال، ويبقى ينام على الأرض، ولا يجد شيئاً يأكله. وأضاف وهدان خلال لقائه ببرنامج «كلام من القلب»، المذاع على فضائية «الحياة»، أن من أمثلة زهد النبي -صلى الله عليه وسلم- دعاء دوام عليه، والذي رواره أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم اجعَل رِزقَ آل محمدٍ قوتًا»، متفق عليه. وأوضح العالم الأزهري، أن قوله: «اللهم اجعل رزق آل محمد»؛ أي: أهل بيته، و"قُوتًا"؛ أي: بقدر ما يُمسك الرَّمق من الطعام، مضيفاً والمقصود: اكفهم من القوت بما لا يرهقهم إلى ذلِّ المسألة، ولا يكون فيه فضول يبعث على الترفُّه والتبسُّط في الدنيا. يذكر أن القرطبي قال في شرح الحديث، «أنه طلب الكفاف؛ فإن القوت ما يقُوت البدن ويكفُّ عن الحاجة، وفي هذه الحالة سلامة من حالات الغنى والفقر جميعًا». ولفت ابن بطَّال إلى أن فيه دليلا على فضل الكفاف، وأخذ البُلغة من الدنيا، والزهد فيما فوق ذلك؛ إيثارًا لما يبقى على ما يفنى، فينبغي أن تقتدي به أُمته في ذلك.