قال الشيخ علي فخر، مدير عام إدارة الحساب الشرعي وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الله عز وجل رحيم بالأمة الإسلامية، عن غيرها من الأمم السابقة، منوهًا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما حرم العسل على نفسه لم يحرمه الله على جميع المسلمين، وعتابه الخالق عتاب المحب لحبيبه. أوضح «فخر»، خلال لقائه ببرنامج «فتاوى الناس»، المذاع على فضائية «الناس»، أن الرسول -صلى الله عليه وسلم حرم على نفسه العسل لما اشتمت بعض زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- رائحته فقلن كيف أكلت قال "عسل" فحرم النبي على نفسه العسل، فأنزل الله تعالى قوله: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» سورة التحريم، للتأكيد على أن الله عز وجل لم ينزل نصاً يحرم أكل العسل. وأضاف مدير عام الحساب الشرعي، أنه ثبت في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش فيشرب عندها عسلا، قالت: فتواطأت أنا وحفصة أن أيتنا ما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلتقل: إني أجد منك ريح مغافير؟ فدخل على إحداهما فقالت له ذلك، فقال: بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له، فنزل: "لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ.. إلى قوله تعالى: إِنْ تَتُوبَا". وتابع: وهناك قول بأن التي حرمت مارية القبطية، فقد روى الدارقطني عن ابن عباس عن عمر قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم ولده مارية في بيت حفصة، فوجدته حفصة معها وكانت حفصة غابت إلى بيت أبيها فقالت له : تدخلها بيتي ، ما صنعت بي هذا من بين نسائك إلا من هواني عليك ، فقال لها : لا تذكري هذا لعائشة فهي علي حرام إن قربتها، قالت حفصة : وكيف تحرم عليك وهي جاريتك؟ فحلف لها ألا يقربها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تذكريه لأحد، فذكرته لعائشة، فآلى لا يدخل على نسائه شهراً، فاعتزلهن تسعا وعشرين ليلة، فأنزل الله عز وجل:" لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي".