أعيد افتتاح مدرسة "جان ميرموز" الثانوية الفرنسية في عاصمة كوت ديفوار الاقتصادية أبيدجان؛ بعد تعرضها لأعمال السلب والحرق عام 2004 إثر مظاهرات عنيفة نظمها "شباب وطنيون" من أنصار الرئيس السابق لوران جباجبو احتجاجا على تدمير الجيش الفرنسي لسلاح الجو الإيفواري. وأعرب مدير المدرسة جان كريستوف دوبير عن سعادته "لإحياء مدرسة جان ميرموز الثانوية الفرنسية الدولية (تأسست في الستينيات من القرن الماضي) باعتبارها أقدم وأهم المؤسسات التعليمية الفرنسية في أبيدجان، والتي كانت تستوعب 3 آلاف طالب تقريبا من مرحلة ما قبل التعليم الأساسي وحتى التعليم الثانوي". وبحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية، فإنه في السادس من نوفمبر 2004، أقلعت طائرتان حربيتان من طراز "سوخوى 25" بقيادة طيارين من بيلاروسيا يعاونهما طياران إيفواريان، من مطار العاصمة الإيفوارية ياموسوكرو فى طريقهما إلى بواكيه (وسط كوت ديفوار)، حيث معقل متمردى"القوات الجديدة"، التى كان يتزعمها رئيس الوزراء السابق جيوم سورو إثر فشل محاولة الإطاحة بالرئيس جباجبو؛ إلا أن إحداهما أطلقت النيران لدى تحليقها فوق مدرسة "ديكارت"، حيث أقام الجيش الفرنسى معسكرا حربيا؛ ما تسبب في مقتل تسعة جنود فرنسيين وأمريكى بالإضافة إلى إصابة 38 جنديا آخرين. وفى اليوم التالى، سارعت فرنسا بالرد بتدميرها الوسائل الجوية العسكرية لكوت ديفوار التى استخدمت لخرق اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة الإيفوارية والمتمردين؛ الأمر الذى أثار موجة من المظاهرات المعادية لفرنسا في أبيدجان، ومن أبرزها مظاهرة أمام فندق "إيفوار" والتى قمعتها القوات الفرنسية بشدة لتقتل خلالها نحو عشرين شخصا وفقا لما أعلنته السلطات الفرنسية آنذاك، فيما تحدثت كوت ديفوار عن مقتل 57 شخصا على الأقل فى تلك المواجهات الدامية. وفضلا عن مدرسة "جان ميرموز"، تعرضت أيضا مدرستا "جاك بريفير" و"بليز-باسكال" للتدمير آنذاك، وكانتا توفران التعليم لحوالي 4000 طفل، وأنفقت الحكومة الإيفوارية - التي كانت تود افتتاح المدرسة في أسرع وقت ممكن - 15 مليون يورو في أعمال الترميم؛ إلا أنها سوف تسترد هذا المبلغ.