دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله العظمى علي السيستاني المجتمع الدولي الى تزويد بغداد بالمزيد من الأسلحة المتطورة لمساعدتها في قتال تنظيم داعش. وفي مقابلة مع صحيفة "الإندبندنت" البريطانية ، طالب الشيخ عبد المهدي الكربلائي وهو المتحدث باسم السيستاني دول الجوار بإغلاق حدودها أمام المتطوعين الأجانب الراغبين في الدخول إلى العراق وسوريا للالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي. وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من أن الكربلائي لم يسمِ دول الجوار التي تسمح بدخول المقاتلين إلى العراق وسوريا للالتحاق بداعش أو جبهة النصرة ، فإنه على الأرجح كان يقصد تركيا ، التي تعد نقطة الانطلاق الأكثر شيوعا بالنسبة للمتطوعين الأجانب ، عندما قال " إن بعض الدول لا تهتم ، ولا تمانع ولا يعنيها عبور مقاتلي تنظيم داعش لحدودها ، وأناشد المجتمع الدولي اتخاذ خطوات جادة ضد تلك الدول". وقالت الصحيفة " إن السيستاني ، الذي لا يتحدث أبدا علنا ، أقوى من رئيس الوزراء وهو القوة الحقيقية في العراق" ، لافتة إلى أنه عندما أصدر فتوى العام الماضي حشد عشرات الآلاف من المتطوعين الشيعة لمقاتلة داعش. ونقلت الإندبندنت عن الشيخ الكربلائي " إن منع المتطوعين الأجانب من دخول الأراضي التي يسيطر عليها داعش يجب أن يكون على رأس أولويات باقي العالم ، إنه من الأهمية بمكان اتخاذ خطوات جادة لوقف هؤلاء المقاتلين المتعصبين عن القدوم إلى هذا البلد ، فالكثير من مقاتلي داعش الذين لقوا حتفهم في المعارك، أظهرت الوثائق أنهم ليسوا عراقيين". وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من أن العديد من مقاتلي داعش يأتون من تونس التي لا تقوى حكومتها المركزية على منعهم من مغادرة البلاد ، أو من ليبيا التي انهارت دولتها فعليا ، فإن الحدود الدولية الوحيدة التي يمكن توقيف مجندي داعش عندها هي الحدود التركية - السورية التي يبلغ طولها 550 ميل ، لافتة إلى أن المزاعم التركية المتكررة التي تقول إن قوات الأمن التركية لا يمكنها مراقبة تلك العملية بشكل فعّال ، تلقى تشككا من قبل الولاياتالمتحدة والحكومات الأوروبية. وأكد الكربلائي أن قوات "الحشد الشعبي" التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية، ليست طائفية لأنها تضم شيعة وسنة ومسيحيين وأيزيديين، على حد قوله. وفي معرض رده على تقارير ترصد شكاوى معظم السكان السنة في المدن العراقية التي تم استعادتها من أيدي داعش، والذين أكدوا خلالها أن القوات العراقية والميليشيات الشيعية نفذوا أعمالا انتقامية بحقهم للاشتباه في تعاونهم مع داعش ، قال الكربلائي إن مدنا مثل تكريت التي تم استعادتها من أيدي داعش عن طريق قوات الحشد الشعبي ، لا تزال مدنا سنية ، مشيرا إلى أن قوات الأمن العراقية لم تقم بمجازر بحقهم ، على عكس داعش. وأكد أنه على النقيض تماما ، قامت القوات العراقية بتقديم الغذاء والمأوى للأشخاص الذين كانوا تحت سيطرة حكومة داعش ، نافيا التقارير التي تزعم ارتكاب قوات الحشد الشعبي والجيش العراقي تصفية عرقية بحق السنة في العراق، واصفا تلك التقارير بالأكاذيب والافتراء. واختتمت الصحيفة بقولها " ليس هناك شك في أن السنة في العراق خائفون من قوات الأمن العراقية، التي تنظر إلى السنة على أنهم متعاطفون مع داعش أو تعتبرهم خلايا نائمة ، كما يدرك داعش بالتأكيد أنه من خلال عمليات القتل الجماعي التي ينفذها في الشيعة واليزيديين، فإنه يثير رد فعل انتقاميا ، وهو الامر الذي لا يترك للسنة أي خيار سوى التطلع إلى طلب الحماية من داعش".