ترأس الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة الدكتور بطرس غالي ندوة بباريس تحت عنوان "مصر ما هي الطموحات بعد الثورة"، بحضور السفير المصري لدى فرنسا السفير ايهاب بدوي ونخبة من المثقفين والمفكرين. وتناولت الندوة - التي نظمتها جمعية مؤسسة العلاقات المصرية الفرنسية برئاسة الدكتور ألبرت تانيوس- محاور التنمية المختلفة في مصر وأهمية العلاقات الفرنسية المصرية وتطورات الاوضاع في مصر في السنوات الاخيرة و تناول الاعلام الغربي لها. وكانت من أبرز الشخصيات الفرنسية التي حضرت الندوة كاترين موران دوساييه رئيسة مجموعة الصداقة الفرنسية المصرية ومسؤولة الثقافة و الاعلام بمجلس الشيوخ وفيليب فوليو رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية المصرية بمجلس النواب. وفي كلمته، أكد الدكتور بطرس بطرس غالى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قاد التحرك والسياسة الخارجية المصرية بصورة نشطة وفى فترة دقيقة نجحت مصر خلالها فى استعادة وضعها على مسارها الصحيح فى زمن قياسى.. مشيرا الى أن مصر انفتحت بصورة كبيرة فى سياستها الخارجية فانطلقت شرقا وغربا مع الاخذ فى الاعتبار دوائر الاهتمام والمجال الحيوى المصرى فى علاقاتها الخارجية بدءا بالدائرة العربية فالأفريقية والأورومتوسطية ثم أخيرا الدائرة العالمية. و أضاف أن التحركات الخارجية المصرية جاءت بالتوازى مع القيام بإصلاحات داخلية على المستوى الاقتصادى والاجتماعى والسياسى فى إطار عملية التحرك الديمقراطى فى ظل وجود قاعدة داخلية صلبة هى ركيزة أساسية للتحرك الناجح على الصعيد الخارجى. وشدد غالى على أن استقرار مصر وبالتالى استقرار المنطقة يدعم الأمن والسلم الدوليين وبالتالى فإن تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة والعالم هو خط استراتيجي ثابت فى السياسة الخارجية المصرية.. مشيرا الى أن مصر تؤكد دوما على ضرورة التعاون الدولى فى الحرب ضد ظاهرة عولمة الارهاب وهى تنطلق فى مواجهة هذه الظاهرة الى عدة مسارات ولعل أهمها ضرب العقيدة الفكرية للارهابيين باعتبارها جزءا لا يتجزأ من المواجهة الأمنية والعسكرية والاجتماعية وتجفيف متابع الارهاب.. وقال إن هناك علاقة تلازم بين تحقيق الامن ومكافحة ارهاب وبالتالى تحقيق التنمية والتقدم الاجتماعى والاقتصادى. ومن جانبه، أكد السفير ايهاب بدوي- في كلمته - ان مصر تواجه موجة قوية من الارهاب، تهدد اهم حقوق الانسان فى مصر الا وهو حق المواطن المصري في الأمن والأمان، وذكر ان مصر أنقذت المنطقة بمجرد رفضها السقوط ومواجهة نفس المصير، الذى واجهته وما زالت تعيشه اليوم العديد من دول المنطقة، موضحاً ان المنطقة كانت ستختلف أوضاعها كلية اذا ما سقطت مصر ودخلت بملايينها التسعين فى حرب أهلية، بكل ما يحمله ذلك من انعكاسات هائلة على الأمن والاستقرار فى المحيطين الشرق الأوسطي والمتوسطى. وانتقد السفير المصري أداء وانتقائية بعض وسائل الاعلام الغربية التي لم تتناول، سواء عمداً او تقصيراً، ما شهدته مصر من حرق لكنائسها، او اغتيال لقضاتها. وقد اثنى بدوى فى ختام كلمته على المستوى المتميز للعلاقات الثنائية الحالية المصرية الفرنسية، والتى تشهد تفعيلا على مستوى كافة مجالات التعاون السياسي والثقافى والاقتصادى والقضائي العسكرى. كما تناول الدكتور على السمان رئيس الجمعية الدولية لحوار الثقافات و الأديان المشروعات العملاقة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي ومنها مشروع بناء مليون وحدة سكنية للطبقات الفقيرة و مشروع أزدواج قناة السويس و الذي يجرى تنفيذه على قدم وساق برأس مال مصري قبل موعد افتتاحه المقرر في 6 أغسطس المقبل بحضور رؤساء دول من كل العالم. كما اشار الى شجاعة الحكومة في رفع الدعم على البنزين و هى خطوة لم تجرؤ الحكومات السابقة على اتخاذها تخوفا من الغضب الشعبي. وتتطرق الى نجاح مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي في مارس الماضي و نجاح مصر في استعادة علاقتها و مكانتها الرائدة بين الدول الافريقية. وعلى الصعيد الاقتصادي، تحدث منير غبور رئيس جمعية رجال الاعمال الفرنسية المصرية عن التحديات التنموية التي تواجهها مصر و اقترح عدة أفكار مثل إنشاء خط قطار سريع يربط بين الاسكندرية والأقصر لجذب سائحي البواخر السياحية الذي يتوقفون بميناء الاسكندرية، و اعادة تدوير مياه الصرف لزراعة ما بين ثلاثة وخمسة ملايين هكتار وبناء محطات كهربائية لسد احتياجات مصر المتزايدة في الطاقة و انشاء خط سكة حديد يربط بين الاسكندرية ومدينة جوهانسبرج بجنوب افريقيا لتعزير العلاقات التجارية والاقتصادية وايضا السياحية مع الدول الافريقية.