الجهود الحثيثة التى تبذلها القيادة السياسية، داخليا وخارجيا، من أجل إعادة بناء الدولة، وإظهار وضعها الطبيعى على الخريطة الدولية، والعمل على كفالة حقوق المواطنين الإنسانية والحياتية، تقابلها جهود أخرى تهدف الى تقويض دور الدولة، وبث روح التشاؤم فى نفوس المواطنين، وشحنها ضد الدولة وأجهزتها وذلك كله بهدف اسقاطها، تحقيقا لرغبة أنظمة فاسدة، أسقطتها الإرادة الشعبية، لم تر إلا نفسها وتنظيمها هدفا، وعملت بكل ما لديها لحسابات خاصة بعيدة عن المواطن، الذى هو بالأساس عماد الدولة، وهى جهود الإرهاب الأعمى الذى غشت عيونه أعمال الشيطان. ولأن الإرهاب المسلح أعلن عن نفسه صراحة فى جماعة الإخوان وأعوانها، اتخذت الدولة استعدادها وآلياتها لمواجهته، حفاظا على بناء الدولة الذى لن ينهدم مهما كان سعى المفسدين فى الأرض، وقد نجحت وبدرجة كبيرة فى مواجهته. غير أن نوعا آخر من الإرهاب، ما زالت تعانى منه بعض أجهزة الدولة، وهو يشكل خطرا لأنه لم يعلن عن نفسه صراحة، ويعمل تحت ستار مساعدة الدولة فى تطبيق القانون، فى حين أنه يهدم الدولة وذلك عن طريق قتل الكفاءات الوطنية القادرة على العطاء من أجل الدولة، وللأسف فإن هذا النوع ما زال موجودا فى بعض الأجهزة التنفيذية فى الدولة، التى ما زالت تعمل بعقلية متحجرة، لا تعرف سوى النصوص الإدارية بعيدا عن روح القانون، الذى يمنح المواطن حقه فى خدمة بلده خاصة وأن كان تاريخه وعمله يشهدان له بذلك، ومن تحول عمل تلك الجهات الى قتل عمد للمواهب التى تمثل جزء من بناء الدولة. لدينا مثال على ذلك فى محافظة القاهرة، وهو مثال يجب العمل على تشجيعه، بدلا من قتله معنويا وحرمانه من العطاء الفعلى لبلده، التى فضلها على كثير من بلدان العالم، وأعطى على مدار سنوات لبلده، وشهدت له بذلك فى أعماله وأيضا القائمين على السلطة التنفيذية فى الدولة وهو نموذج الدكتور جميل كمال جورجى، الذى عرفته منذ عقود من الزمان، مواطنا مخلصا محبا لبلده، يعطيها ويجزل العطاء، عرفته اقتصاديا وباحثا ومساعدا فى اتخاذ القرار، أفنى حياته فى خدمة وطنه، رغم كفاءاته العلمية وعضويته فى المنظمات الدولية التى تسعى لاستقطابه لخدمتها بعلمه، عمل رئيسا للإدارة المركزية للتعاون بمحافظة القاهرة ورئيسا لجهاز تشغيل الشباب، وساهم فى وضع دراسات بيئية ساهمت فى انجاز الكثير من المشروعات، وساهم فى القضاء على البطالة بين الشباب، والحديث عن انجازاته لا تكفيه مقالة واحدة، فتاريخه ممتد لأبعد من تاريخ الذين يتحكمون فى مصيره بقرارات إدارية لا تقدر الموهبة ولا تقدر معنى العلم والبحث العلمى والعطاء للدولة. الدكتور جورجى –والرسالة أولا للرئيس عبد الفتاح السيسى ومن بعده للمهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء واللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية– يتعرض لضغوط شديدة وعملية قتل معنوى متعمدة يقوم بها المسئولون فى محافظة القاهرة، الذين يريدون ان يهمشوا دوره ويحرمونه من العطاء الوطنى، لأسباب غير معروفة، سوى أنها لحسابات بعيدة عن الكفاءة والقدرة على العطاء، وذلك بعد أن تم اخطاره عن طريق الإدارة المركزية للشئون القانونية بالمحافظة، بعدم التجديد له فى وظيفته ونقله الى عمل غير تنفيذى، أو معاملته وكأنه على المعاش، بل قامت بتهديده وإمهاله شهرا للتنفيذ، لم يتبق منه سوى أيام، لتقضى بذلك محافظة القاهرة على كفاءة وموهبة فى العطاء الوطنى، بسبب سوء التقدير من جانب المحافظة. الواقعة دون الدخول فى مزيد تفاصيلها، عن جد خطيرة وفى حاجة الى تدخل مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يعلى دائما من شأن وقيمة المواطن المصرى، ويحث على حب مصر وعلى أن تحيا دائما، ومن بعده المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء الذى دائما ما يؤكد على أن المواطن المصرى نصب أعين الحكومة وكذلك اللواء عادل لبيب المعروف عنه تقدير الكفاءات الوطنية. التدخل أيضا مطلوب من الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة لتصحيح الأوضاع وحتى يعطى نموذجا فى تقدير الكفاءات الوطنية، وهذه صيحة حتى لا تخرج جهود المحافظة عن جهود بناء الدولة. [email protected]