أعلنت وزارة البيئة في الصين يوم الاثنين إنها تفكر في الحد من الانبعاثات الناجمة عن البواخر والسفن وذلك في اطار تكثيف جهود ثاني أكبر دولة في العالم من حيث استهلاك الوقود للتخلص من تلوث الهواء. وفي مواجهة ضغوط جماهيرية متزايدة أعلن زعماء الصين حربا على التلوث وتعهدوا بالتخلي عن نموذج اقتصادي مضى عليه عقود لتحقيق النمو على حساب أي اعتبار آخر ما أدى إلى الإضرار بمعظم موارد المياه والهواء والتربة. وقالت وزارة حماية البيئة في الصين إنها تسعى للحصول على آراء الجمهور في هذا الشأن لاقرار اللوائح التي قد تتضمن وضع معايير جديدة لنوعيات الوقود المستخدم في السفن وطرق استهلاكه. وقالت الوزارة في بيان على الموقع الالكتروني لها "أصبحت مشاكل التلوث البيئي الناجمة عن الملاحة البحرية أكثر وضوحا". واضافت انه كان لدى الصين 172600 سفينة في نهاية عام 2013 . وأشارت التقديرات الى ان قطاع الملاحة البحرية أسهم بنسبة 8.4 في المئة من انبعاثات ثاني اكسيد الكبريت و11.3 في المئة من انبعاثات اكسيد النيتروجين عام 2013 . وتشرف المنظمة البحرية الدولية عالميا على اللوائح الخاصة بالبيئة البحرية لكن في الوقت الذي نجحت فيه في الحد من التلوث البحري الخاص بالانبعاثات الغازية في امريكا واوروبا -اللتين تستخدمان وقودا قياسيا ذا محتوى منخفض من الكبريت- الا انها لم تتعامل بنفس القدر مع قارة آسيا. وفي اكتوبر تشرين الاول الماضي قالت جماعة امريكية للحفاظ على البيئة إن الملاحة البحرية مصدر مهم لتلوث الهواء في الصين وان سفينة حاويات واحدة على ساحل البلاد اطلقت موجات من التلوث بوقود الديزل في اليوم الواحد يماثل ما تطلقه نصف مليون شاحنة. وتعكف الصين على تطبيق خطة لتصنيف الوقود الى خمسة مستويات من الجودة في شتى أرجاء البلاد بحلول يناير كانون الثاني من عام 2017 أي قبل جدول زمني كانت قد اعلنته من قبل. قال بيان لمجلس الوزراء الصيني إنه بدءا من يناير كانون الثاني عام 2016 ستوسع الصين من عدد المناطق التي تتسلم البنزين والديزل المطابق للمواصفات الجديدة الى 11 اقليما ومدينة بشرق البلاد. وتضاهي معايير الوقود مواصفات الجودة الأوروبية التي لا يتجاوز فيها محتوى الوقود من الكبريت عشرة أجزاء في المليون كحد أقصى. وتسبب التلوث في الصين في إثارة مخاوف متزايدة حيث يعم الضباب الدخاني أجواء معظم المدن الرئيسية في البلاد منها بكين التي يقطنها 21 مليون نسمة.