هل أنا مواطن مصرى ؟؟!! هل أنا أشعر بما يشعر به المواطن المصرى البسيط ؟؟!! بالطبع لا. فقد كان لزاماً أن أخرج من قوقعة الكاتب ووظيفتى، حتى أرى وأشعر بما يراه ويشعر به ويفكر فيه المواطن المصرى المغلوب على أمره . وما شعرت سوى بخليط من الحزن والاكتئاب والتمرد، ثم وجدت نفسى مستسلماً مسترخياً والفرح يغمر قلبى دون سبب، ولا أريد أى محاولة فى تفسير ذلك كيف ولماذا !! فقد كان همى الشاغل هو التضرع إلى الله جل في علاه، ومحاولة الوصول إلى معرفة الوقت الذى يستغرقه التخلص من روث الثورات العربية . نعم .. روث الثورات العربية. دائماً يتشدق المتشدقون ومدعو الثقافة بأننا أصحاب حضارة عمرها 7000 عام، وأن مصر منارة الدنيا؛ ألخ. لقد بنى الأجداد العظام حضارة ونهضة مصرية أبهرت الدنيا حتى الآن، فماذا فعل بها الأحفاد أو بماذا زادوا عنها ؟؟!! لقد زاد المتشدقون عنها بإلقاء الروث على تاريخهم، لقد زاد مدعو الثقافة عنها بأنهم يقولون ما لا يفعلون، وها قد كان هناك أحدهم من مدعى الثقافة والمتشدقين والمتسلقين الوصوليين وهُدّام الدولة المصرية العريقة، خاصة بعد تأجج فتنة الخامس والعشرين من يناير 2011، ثم أعقبتها ثورة الثلاثين من يونيو 2013 الكاسحة التى لبت فيها القوات المسلحة المصرية نداء شعبها. فقد طالعتنا الصحف ووسائل الإعلام المختلفة خلال اليومين الماضيين، عن ما حدث من تعدى أحد ضباط الشرطة على أحد المحامين بمحافظة دمياط. فماذا كان من نقيب المحامين "سامح عاشور" ؟؟ لقد هاج وماج سيادته، وأمر مندوبيه واللجان الفرعية ألخ بعمل إضراب عام على مستوى الدولة حتى يأتوا بحق زميلهم "المجنى عليه"، ودون الاهتمام بقضايا المتقاضين. فى حين أن الضابط المذكور قد تم إيقافه عن العمل وإحالته إلى التحقيق، والذى انتهى بصدور حكم القضاء بحبس ضابط الشرطة ثلاثة أشهر. السؤال هنا؟ هل يعتقد "سامح عاشور" نقيب المحامين، أنه وبإضرابه العام يستطيع إخضاع أجهزة الدولة إلى تنفيذ مطالبه ؟؟ أم هو انتقاماً وإذلالاً لجهاز الشرطة المصرية التى يفتخر بها كل مصرى مثقف غير مضلل ؟؟ أم هو تأديباً للمتقاضين من أبناء الشعب المصرى ؟؟ حقاً .. فإننى أرى أن فى تلك الانتفاضة التى يقودها نقيب المحامين، انتفاضة مجيدة تنم عن أخلاق سامية ومستوى فكرى وثقافى راق ومحترم، ولكن أين كان نقيب المحامين "سامح عاشور" وانتفاضته المباركة، عندما تم تعذيب "أسامة كمال" المحامى - بميدان التحرير من قبل جماعة الإخوان الإرهابية، بمقر شركة سفير للسياحة إبان فتنة الخامس والعشرين من يناير 2011 ؟؟ أين الأخلاق السامية، عندما دفع نقيب المحامين "سامح عاشور" بأحد المحامين الصغار لتأدية الامتحان بدلاً من نجله فى جامعة بيروت ؟؟ أين الانتماء الوطنى، عندما ذهب نقيب المحامين "سامح عاشور" للدفاع عن ابن شقيقته – أحد أعضاء خلية شركس الإرهابية ؟؟ ماذا فى دفاع نقيب المحامين "سامح عاشور" بشأن المذكرة المقدمة فى حقه إلى السيد المستشار النائب العام – من قبل مدير حملته الانتخابية عن دائرة المقطم والسيدة زوجته فى تاريخ 26 فبراير 2015. وفى النهاية، إننى أرى ومن وجهة نظرى المتواضعة، بأن الإضراب العام الذى كان يهدف إليه "سامح عاشور" ما هو إلا ثأراً بينه وبين " الله أعلم " ، وليس لجلب حق المجنى عليه – المحامى – بمحافظة دمياط. كما أود التنويه والتحذير بشدة، أن نقابة المحامين وفروعها كاملة ربما تكون نداً لجهاز الشرطة، ولكنها لم تكن ولن تكون نداً أبداً للمتقاضين من الشعب المصرى. وإن كان هناك اعتذار للسادة المحامين المحترمين من قبل فخامة الرئيس / السيسى – رغماً من كون المشكلة فردية، ورغم أننى أرى ذلك غير واجباً، ولكن يعد ذلك من شعوره بالمسئولية تجاه أبناء وطنه. فهذا لا يعد انتصاراً لنقيب المحامين، بل تدميراً لأخلاقيات الجيل الجديد من شباب المحامين الذين لم تثقل عقولهم بعد، وقتل ضمائرهم النقية فى التعامل بمشرط الجرّاح مع قضايا موكليهم.