رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن عدم استعداد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لكي يربط بين الوسائل والاستراتيجية الخاصة بدرء تهديدات تنظيم "داعش" الإرهابي يهدد بإطالة أمد هذه الحرب. ووصفت الصحيفة الأمريكية - في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء - سقوط مدينة الرمادي العراقية عاصمة محافظة الأنبار بأنها هزيمة استراتيجية ثقيلة وتفضح ضعف استراتيجية واشنطن تجاه تنظيم "داعش" الإرهابي. وأضافت الصحيفة أنه تبين لبعض الوقت أن الولاياتالمتحدة تفتقر إلى استراتيجية للوفاء بتعهد أوباما والذي ينطوي على "تفكيك وفي النهاية تدمير "تنظيم" داعش الإرهابي، إذ انه لا توجد لديها خطة للقضاء على معقل التنظيم في سوريا. ونوهت إلى أنه كان هناك أمل، رغم ذلك، في أن تكون أنصاف الحلول الخاصة بأوباما كافية لوقف تقدم التنظيم الإرهابي في العراق، مع تركه للأزمة السورية للرئيس القادم للولايات المتحدة، ولكن مع سقوط مدينة الرمادي العراقية عاصمة محافظة الأنبار والتي تبعد 80 ميلا غرب بغداد الأحد الماضي، فحتى أكثر الآمال تواضعا باتت أمرا مشكوكا فيه. ولفتت الصحيفة إلى قول أوباما في سبتمبر الماضي أن داعش يمثل تهديدا ل"الشرق الأوسط الكبير" بما في ذلك المواطنين والمنشآت الأمريكية، وأنه إذا ترك من دون معالجة، فإنه سيشكل تهديدا متزايدا يتجاوز تلك المنطقة، بما في ذلك الولاياتالمتحدة. ومن ناحية أخرى، يرفض أوباما نشر القوات الخاصة والمساعدات العسكرية التي يمكن أن تواجه هذا التهديد، متصورا أن أي بديل لسياسته المعتدلة بمثابة "اقحام في حرب برية طويلة أخرى". وفي الواقع، سيتردد الحلفاء السنة في المنطقة في العمل مع الولاياتالمتحدة حتى يكون لديها سياسة تخص سوريا، ولن تواجه القبائل السنية في العراق تنظيم داعش الإرهابي إلا في حالة تأكدهم من أن الولاياتالمتحدة ستقف بجانبهم. وأشارت الصحيفة إلى قول أوباما في 11 فبراير الماضي "داعش يقف في موقع دفاعي، وسيخسر"، مضيفا "تشير التقارير إلى انهيار المعنويات بين مقاتلي التنظيم لأنهم يدركون عدم جدوى قضيتهم"، وبدا انتصار الجيش العراقي في مدينة تكريت العراقية الشهر التالي بمثابة تأكيد لتلك المعلومة. ولكن الضربات الجوية الأمريكية الاسبوع الماضي ظهرت عاجزة أمام قوة الهجمة المنسقة والقوية التي شنها داعش على الرمادي، ومرة أخرى يقوم مقاتلو التنظيم بذبح الأسرى مع فرار العديد من المدنين خوفا، بالإضافة إلى الاستيلاء على معدات عسكرية أمريكية، بما في ذلك نحو 30 مركبة أرسلتها الإدارة الأمريكية للرمادي في اليوم الذي سبق سقوطها، فضلا عن أنه في ظل غياب الدعم المكثف من الولاياتالمتحدة، اتجهت الحكومة العراقية نحو طلب الدعم من الميليشيات الشيعية والقوات المسلحة الإيرانية التي تدعمهم، وأشارت الصحيفة، في هذا السياق، إلى زيارة وزير الدفاع الإيراني العميد الجنرال حسين ديحقان، لبغداد أمس الاثنين. ونوهت "واشنطن بوست" إلى أن الميلشيات الشيعية لن تستطيع إنقاذ العراق وأن رئيس الوزراء الشيعي حيدر العبادي يتفهم ذلك جيدا، فالأنبار معقل السنة في العراق، والكثير من سكانها سيتعاملون مع الميليشيات مع قدر من الحذر وتخوف أكثر من متطرفي تنظيم داعش.