خيانة السيد المسيح لا تعني فقط أنك نسجت على منوال يهوذا وذهبت لعدوه كي تشي به وهو في صحبة الجلال القدسي بين حواريه معلما، وخيانة المسيح لا تعني فقط أنك استثقلت الوصايا فنمت عنها وطعمت حراما وأكلت حراما وانحرف بك الطريق عن درب الأخلاق الحميدة. وخيانة المسيح لا تعني فقط الغفلة عما كتبه الآباء وتركه المسيح يصنع الأخلاق، كل ما سبق تجاوزات جمة لا يقوم بها رجل صالح ولكنها لا تبلغ حد الخيانة الكبرى لموعظة الجبل. الخيانة التى تصدح بها الأرض وترتجف لها السماوات عندما تنحرف عن خط المسيح وأنت ترفع راية رهبنة تزعم أنها تمثله.! عندما تصبح عنصريا فظا لدين إنسانويا رحيما ... والخيانة الكبرى عندما يذهب بك وهمك اللاهوتي لتطعن في قيمه الخلق وخيار العقيدة وهوى الإيمان فتصنع من دين المسيح وطريقه مستنقعات كل منها يزعم تمثيل الحق وحده ومصادرة البركة باسمه .. أن تختار طريق العصبية فأنت ضد المسيح الذي قرر الحريات للناس ... وأنت تختار طريق التفرقة فأنت ضد المسيح الذي أراد الناس طيبين ومحبين للخير ويكفيه من إيمانهم أن يكونوا صالحين في أخلاقهم ...! لم يقرر السيد المسيح أرثوذكسيه ولا كاثوليكيه ولا بروتستانتيه ولو قابله البعض يوم القيامة لما عرف شيئا عما أحدثه الناس من مسميات وتفرقوا فيه بسبب أن كل منهم اخترع إيمانا خاصا واسما خاصا وكهنوتا خاصا وليتهم فعلوا ذلك مع حفاظهم على تواصلهم الإنساني والإيماني ......!! ولكنهم فعلوا ذلك وقد اختلفوا فيه وتقاتلوا فيه وتباغضوا فيه وهو الذي جاء ليلقي السلام على الأرض ...!! فماذا صنع الراهب المسكين المطرود من جنه المسيح إلى عنصرية يهوذا وحقده البغيض الذي لم يسمع جيدا لموعظة الجبل والمسيح يلقيها بين أتباعه لتكون فيها وحولها وبها كل رسالته التى ينبع منها السلام والرحمة السلام الذي أراده للتعايش والرحمة التى غذى بها القلوب ولذلك كانت كل دعوته تسامح ومحبه .... والمحبة ,,, لا يربطها نسب بالتفرقة ولا صله بالعنصرية ....... فالمحبة لغة الإيمان الذي يرتقى فوق المسميات والمذاهب والأفكار واللافتات .... المحبة .. التي تبحث عن القلوب بلا مسميات ولا عناوين ... المحبة التي وقف حولها المسيح فوق جبل الزيتون ليقدمها للناس معطوفة برحمته ... صفات بلا أسماء ... مواصفات بلا لافتات .... فقال عليه السلام . طوبى للمساكين. طوبى للحزانى.. طوبى للودعاء.. طوبى للجياع والعطاش. طوبى للرحماء.لانهم يُرحمون. طوبى للانقياء القلب.. طوبى لصانعي السلام.. طوبى للمطرودين من أجل البر. طوبى لكم إذا عيّروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة. افرحوا وتهللوا . لان أجركم عظيم في السموات.فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم ......! لقد كان جهاد المسيح عبر رحلة كفاحه كتابا مفتوحا لكل النبل الإنساني حين يريد الركوع في محراب الفضيلة... هذه المشاهد لم يسمع بها الراهب فسيطر عليه زمانه وشيطانه .... كما ينقل زميلي الكاتب الصحفي محمد عبد الجواد في رحلته إلى سانت كاترين واصفا المشهد العنصري المخزي كما بدا من أحد رهبان دير سانت كاترين قائلا : صديقتي البرازيلية .. فيرا باشيكو .. رافقتها فى رحلة سانت كاترين كان لها موقفين معي خلال الرحلة الأول :عندما تحدثنا عن مصر... قالت : مصر هي ضمير العالم ومهد تاريخ الإنسانية .. أشعر بالندم أننى لم أزرها قبل سنوات وأنا صغيرة فى السن حتى استمتع بها أكثر الثانى :عندما كنا فى دير سانت كاترين طلبت من أحد الرهبان أن تحصل منه على البركة فسألها أنت أرثوذكسية أم كاثوليكية فقالت كاثوليكية فرفض أن يمنحها البركة وعلقت على هذا الموقف قائلة ... الراهب كان فى منتهى العنصرية لو كنت قد كذبت عليه لكان منحنى البركة ولكنى سعيدة أنني صادقة وحزينة على عنصريته فى هذه البقعة المباركة سانت كاترين . يصر الزمان بعد كل هذا التاريخ أن يعيد نفسه ..... ليقف المسيح حيالها ... مقبلا متقبلا بإنسانيته ورحمته إيمانها مانحا لها كل البركة والسلام بينما ينظر إلى يهوذا من جديد وقد احتل كوخه في قمة سانت كاترين أيها المسيحيون عودوا إلى المسيح الحق. ستجدونه فوق المذاهب والأفكار والخلافات .. إنسانا كاملا رحمانا رحيما . وكل ما دون ذلك من اختراعات الناس وثمار خلافاتهم ليس إلا عمل يهوذا ومن تحالف معه لتسليم المسيح وديانته فريسة لعنصريه جديدة ... تلغي المحبة وتنال من الرحمة والإنسانية حتى تشفى .