قال الدكتور علي فخر، مدير عام إدارة الحساب الشرعي بدار الإفتاء، إن هناك أحاديث نبوية وضحت لنا أسباب نزول آيات المواريث، منوهًا بأن العرب قديما كانوا يحرمون النساء والصغار من الميراث. وأوضح فخر، خلال لقائه ببرنامج «فتاوى الناس» على فضائية «الناس»، أن هناك حديثًا، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: عَادَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُوبَكْرٍ فِي بَنِي سَلَمَةَ، فَوَجَدَنِي لا أَعْقِلُ ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ رَشَّ عَلَيَّ مِنْهُ، فَأَفَقْتُ، فَقُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ فِي مَالِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: فَأُنْزِلَتْ: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ سورة النساء آية 11. وأضاف مدير عام إدارة الحساب الشرعي، أن بعض علماء الشرح قالوا إن امرأة سعد بن الربيع صحابي توفي في غزوة أحد، فجاء أقاربه فأخذوا الأموال على ما كانوا عليه في الجاهلية فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، بِابْنَتَيْهَا مِنْ سَعْدٍ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، "هَاتَانِ ابْنَتَا سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، قُتِلَ أَبُوهُمَا مَعَكَ شَهِيدًا يَوْمَ أُحُدٍ، وَإِنَّ عَمَّهُمَا أَخَذَ مَالَهُمَا اسْتِفَاءً، وَلَمْ يَتْرُكْ لَهُمَا مَالا، وَلا تُنْكَحَانِ إِلا وَلَهُمَا، مَالٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَقْضِي اللَّهُ فِي ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ الْمِيرَاثَ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَمِّهِمَا، فَدَعَاهُ، فَقَالَ : "أَعْطِ ابْنَتَيْ سَعْدٍ الثُّلُثَيْنِ، وَأَعْطِ أُمَّهُمَا الثُّمُنَ، وَلَكَ مَا بَقِيَ". وأشار إلى أن هناك حديثا آخر، فمات رجل من الأنصار يقال له أوس بن ثابت، وترك بنتين وابنًا صغيرًا، فجاء ابْنَا عَمِّه خالد وعُرْفُطة فأخذا ميراثه، فقالت امرأته للنبي صَلَّى الله عليه وسلم ذلك، فأنزل الله: {لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ} [النساء: 7]. فأرسل إلى خالد وعُرفطة، فقال: لا تحرّكا من الميراث شيئًا.