أصبح لافتا للنظر، ومستوقفا للانتباه بشكل حاد، ذلك البروز المتصاعد للعديد من الظواهر السلبية التي طفحت علي الساحة خلال الآونة الأخيرة، وشوهت وجه الحياة السياسية والاجتماعية في مصر، وهو ما لا يبعث علي الارتياح، بل يثير القلق والانزعاج لدي عموم المواطنين، وكافة المهتمين للشأن العام في مصر. ونظرة سريعة علي ما يحدث أمام أعيننا الآن في مصر المحروسة، تكفي للدلالة علي انتشار وشيوع هذه الظواهر في كل مكان، وبصورة يصعب السكوت عليها أو تجاهلها، لما يمكن أن ينجم عنها من تأثيرات وتفاعلات بالغة الخطورة والضرر علي كافة المستويات السياسية والاجتماعية، بما يؤدي لمزيد من عدم الاستقرار، والمساس بالمصالح القومية والوطنية العليا للبلاد. وفي هذا السياق يستوقف نظرنا كما يستوقف نظر الجميع، تلك المسيرة التي خرجت بالأمس من ميدان التحرير، متوجهة الي مقر وزارة الدفاع، مطالبة بالالتزام بتسليم السلطة في موعدها، وعدم تأجيل موعد الانتخابات الرئاسية،..، متجاهلة ما أعلنه المجلس الأعلي للقوات المسلحة أكثر من مرة، كان آخرها منذ أيام قليلة، بأنه ملتزم تماماً، وأنه مصر إصرارا كاملاً وشديدا علي تسليم السلطة في موعدها مع نهاية يونيو القادم،..، وأنه ملتزم أيضاً بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد. ويستوقفنا كذلك، تلك التصرفات الخارجة عن اطار العقل والمنطق، التي تقوم بها مجموعة المؤيدين لأحد المرشحين المستبعدين من خوض انتخابات الرئاسة، وإصرار هذه المجموعة علي رفض قرار اللجنة العليا للانتخابات، والمطالبة بإقالة اللجنة، والاعتصام حتي تحقيق هذا المطلب. أما ما رأيناه وشاهدناه خلال الأيام القليلة الماضية من تصرفات، ووقائع وأحداث عنف خارجة عن السيطرة، حول مبني السفارة السعودية بالقاهرة، وقنصليتها بالسويس، انفعالا واحتجاجا علي الأخبار المتواترة حول واقعة سجن أحد المحامين المصريين، وما شاب هذه التصرفات من تهجم بالقول علي السفير، والقنصل، وامتد الي تهجم علي الدولة الشقيقة ذاتها، دون انتظار للتحقق من صحة الواقعة، وجلاء حقيقتها فهو أمر يدعو للأسف ويتطلب إعادة النظر. هذه مجرد أمثلة، لكن للأسف هناك العديد من الوقائع والظواهر الأخري التي تثير القلق وتبعث علي الانزعاج. (نقلا عن الاخبار)