بعد ساعات من انتهاء عاصفة الحزم رسميا.. عسكريون: الصواريخ الباليستية لم تكن هدف "عاصفة الحزم".. والنهاية "مقلقة" للغاية اتفاق "عبد ربه" و"الحوثي" وجلوسهما على طاولة الحوار خلال ساعات يمنيون: غموض حول انتهاء عاصفة الحزم.. والعمليات العسكرية لن تتوقف بوادر اتفاق بين العرب والحوثيين بعد وقف الضربات الجوية مسودة القاهرة كلمة السر في انتهاء عاصفة الحزب "عاصفة الحزم".. لم تنته بعد، لعل الأحداث الحالية تحتاج لتحليل أعمق حتي يصل للبعض ما يجري علي الساحة اليمنية مؤخراً، فبالأمس أعلن المتحدث باسم "عاصفة الحزم" بأن العمليات العسكرية توقفت، وعلي الرغم من ذلك فإن ما حدث صباح اليوم من جانب قوات الحوثي دفع القوات لضربة جوية إضافية، وهنا نحلل لماذا توقفت العمليات العسكري بشكل مفاجئ. وحول هذا الأمر، أكد اللواء د. نبيل فؤاد، خبير العلوم الاستراتيجية ومساعد وزير الدفاع الأسبق، إن الطريقة التي انتهت بها فعاليات عملية عاصفة الحزم مقلقة للغاية، حيث انتهت بشكل مفاجئ وغريب، وأعلنت عن تحقق أهداف لم تكن هي الأهداف المتفق عليه في الأصل. وقال "فؤاد" في تصريح خاص ل"صدى البلد"، إن القضاء على الصواريخ الباليستية لم يكن الهدف الذي انطلقت من اجله عاصفة الحزم، بينما كانت الهددف الرئيسي إعادة السلطة الشرعية للرئيس اليمني، وفي اعتقادي أن ذلك لم يحدث، وهو ما يؤكد أن هناك حلقة مفقودة في الأمر ستظهر في الأيام القليلة القادمة، غلا أنه على كل الاحوال فلم يكن من المناسب وقف العمليات إلا إذا حققت هدفها الرئيسي. واشار إلى أن ما حدث يوحي بأن شيء ما يدور في الخفاء خاصة في ظل طرح مبادرات عديدة واحدة اطلقتها السعودية و الثانية أطلقتها روسيا وأخرى أطلقتها إيران، وأن كل هذا يؤكد إن شيئاً ما يتم الاتفاق عليه الآن أحد بنوده وقف العمليات الجوية لعاصفة الحزم. ومن جانبه، قال اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الاسبق واستاذ العلوم الاستراتيجية، إن انتهاء عاصفة الحزم رسميا يؤكد إن اتفاقا تم بالفعل بين الحوثيين و الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، و أنهما سيجلسان خلال ساعات على طاولة الحوار. وفي تصريح خاص ل"صدى البلد" أرجع"سالم" توقعاته إلى أن الأهداف التي كانت معلنة سلفا للعاصفة من قبل تلخصت في اعتراف الحوثيين بسلطة الرئيس الشرعي والجلوس مع الحكومة على طاولة الحوار، وبما أن توقف عاصفة الحزم جاء بناء على طلب الحكومة اليمنية و الرئيس الشرعي، فهذا يعني أن الطرفان توصلا لاتفاق. وأكد إن ما ذكره المتحدث الرسمي عن تحالف عاصفة الحزم من بدأ مرحلة "إعادة الأمل" و استعداد القوات العسكرية للتتدخل إذا ما جدت أور تهدد الشع اليمني، فهو ياتي في إطار الحفاظ على مكتسبات عاصفة الحزم و الأهداف التي حققتها. و قال فيصل المجيدي، المحلل السياسي اليمني، إن انتهاء عمليات "عاصفة الحزم" في اليمن جاء بشكل مفاجئ بنفس الطريقة التي بدأت بها، مؤكداً أن ربما يكون هناك ثمة قرارات خاطفة، كما حدث صباح اليوم، عن طريق ضرب بعد المواقع بشكل منفرد. وأضاف "المجيدي" في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" أن العملية الموازية بدأت، وسيتم إفساح المجال للمجال السياسي واتباع عملية دبلوماسية أطرافها إيرانوروسيا وأمريكا ويشارك بها وزير الخارجية المصري بالإضافة إلى دول تحالف عاصفة الحزم، مؤكداً أن المبادرة التي ربما تم الإتفاق عليها قبل وقف "عاصفة الحزم" هي "مسودة القاهرة". وعن مقصودة من "مسودة القاهرة" قال "المجيدي" إنهها تلخص الاتفاق الدولي المذكور، إلا أن تفاصيلها تظل غير معروفة. وتابع المحلل السياسي اليمني، لكن يتبقي تساؤل إلي جانب الاتفاق، هل يستطيع الحوثيين التحول لفصيل سياسي يمارس السياسة بعد أن كان فصيلا قائما علي العمل العسكري. كما قال عبدالله إسماعيل، الإعلامي والمحلل السياسي اليمني، إن توقف العمليات العسكرية عاصفة الحزم يكرس لبدء مرحلة أخرى، وهي اعطاء الفرصة للمجال السياسي، مؤكداً أن هناك العديد من التحركات الحوثية صباح اليوم بعد الإعلان عن انتهاء العملية العسكرية، في عدن، وقامت الطائرات بقصفها، وهو ما يعني الجاهزية لأي أمر جديد يحاول الحوثيين البدء فيه. وأضاف "إسماعيل" في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" أن بوادر اتفاق بين التحالف العربي والحوثيين بدت في الأفق، والدليل علي ذلك إطلاق الحوثيين سراح وزير الدفاع اليمني المحتجز، وينتظر التحالف انسحاب الحوثيين من بعض المواقع الأخرى، لافتاً إلي أنه يبدو أن هناك تحركا سياسيا مع بقاء الخيار العسكري للتحالف، وإعطاء فرصة لكافة الأطراف بالتحرك. وتابع المحلل السياسي اليمني، أن التحركات السياسية ليست منفصلة عن الأطراف الخارجية اللاعبة في الأزمة، مشيراً بذلك إلي روسياوإيران التي يبدو أنها باتت غير قادرة علي الإستمرار في مساعدة الحوثيين بشكل مباشر. وقال حمزة الكمالي، عضور المجلس الوطني اليمني، إن الإعلان عن وقف عملية التحالف العربي في اليمن "عاصفة الحزم" لا يعني توقف العمليات العسكرية بل يعني فتح الباب أمام المسار السياسي مصاحباً بعمليات عسكرية علي المدى، والهدف منها إنهاء التمرد. وأضاف "الكمالي" في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" أن قوات التحالف العربي سوف يستمرون في دعم المقاومة الشعبية، والعمليات القادمة لم يحدد نوعها بعد، مؤكداً أن المسار السياسي سيكون داخليا أكثر منه خارجيا، اي أن الحل السياسي المطلوب داخلي، وليس بتدخلات من دول مثل إيرانوروسيا، لافتاً إلي أن الصورة الكاملة لم تتضح بعد.