أكد كل من "اليكسيس تسيبراس" رئيس وزراء اليونان و"نيكوس انستاسياديس" رئيس جمهورية قبرص،أهمية انعقاد القمة الثلاثية المقبلة في نيقوسيا يوم 29 من شهر أبريل الجاري بين مصر واليونان وقبرص،مشيرين إلى أن الدعوة تأتي للمساهمة في صياغة التعاون بين الدول الثلاث والتأكيد على عوامل الاستقرار التي تخص قوى أخرى كذلك. وأكد رئيس وزراء اليونان،أن استمرار هذه المبادرة وانعقاد القمة الثلاثية ، سوف يسهم في تعزيز التعاون بين ثلاث دول لها دور مهم في ضمان السلام والاستقرار في منطقة شرق المتوسط ، ويمثل أيضاً دعوة وتحدياً وحافزاً لقوى أخرى كذلك ، لكي تأتي وتساهم في مسيرة التعاون من أجل التنمية ، على أساس احترام القانون الدولي واتفاقية الأممالمتحدة لقانون البحار. وأعرب "تسيبراس"،في تصريحات صحفية له،عن رغبة بلاده في الاستفادة من الامكانات الجيوسياسية لليونان ، في مفاوضاتها الحاسمة على المستوى الأوروبي ، موضحاً أن اليونان فقدت الكثير من طاقتها الاقتصادية خلال الأزمة ، ولكنها لم تفقد قوتها الجيوسياسية ، وأضاف أن حل المشكلة القبرصية والإعداد المناسب لإيجاد حل عادل لها، يمكن أن يمثل خطوة إلى الأمام ونقطة انطلاق تستفيد منها اليونان في تعزيز امكاناتها الجيوسياسية و زيادة قدراتها التفاوضية في نطاق الاتحاد الأوروبي. وتطرق "تسيبراس" إلى الخطر المتمثل في الأفكار الجهادية وفي تنظيم داعش، مشدداً على ان اليونان وقبرص تمثلان مركزين للاستقرار في المنطقة وصمامي أمان للعالم الأوروبي والغربي ، ولذلك يجب أن تظل كل منهما صامدة و قوية ، مشيراً إلى أن حل القضية القبرصية سوف يسهم في خلق مناخ أفضل للأمن والاستقرار في العالم الأوروبي. وشدد رئيس وزراء اليونان على ضرورة الاستفادة من كل الفرص المتاحة ، فمن حيث الوضع الجيوسياسي ، تقع كل من اليونان وقبرص في منطقة تمر من خلالها مختلف مسارات الطاقة في القرن ال21، وتوجد في قبرص حقول من البترول والغاز الطبيعي ، وهناك احتمالات لوجود مخزونات أخرى جنوب جزيرة كريت وقبالة الساحل الغربي لليونان في البحر الأيوني ، مما يحتم وضع الاستراتيجيات المناسبة لاستغلالها. وأضاف رئيس وزراء اليونان إن الجهود المبذولة سوف تسهم بالطبع في حسن استغلال تلك الامكانات الجيوسياسية ، حيث تبحث اليونان إمكانية أن تصبح نقطة لمرور شبكات الطاقة المختلفة ، بما يتضمنه ذلك من نقل الغاز إلى أوروبا، واستغلال النفط والغاز في قبرص، وهي مجالات ذات أولوية بالنسبة لليونان ، لأنها يمكن أن تساهم في التنمية والأمن في المنطقة وتعزيز التعاون مع الدول المجاورة. وأكد "تسيبراس" أنه لا ينبغي ربط الامكانيات المبشرة لاستغلال موارد الطاقة،بمشكلة التمويل قصير الأجل وبالأزمة الاقتصادية ، فهذه مشكلة أوروبية ويجب حلها في نطاق أوروبا مع الشركاء الأوروبيين.