تقدم أسير فلسطيني من الضفة الغربية يقضي عقوبة السجن المؤبد في المعتقلات الإسرائيلية لخطبة ابنه عمه التي تعيش في قطاع غزة. وقال مركز "أحرار للأسرى وحقوق الانسان" إن الأسير محمود محمد سعيد أبو وهدان (35 عاما) من مخيم بلاطة في نابلس شمال الضفة تقدم لخطبة ابنة عمه ريم عيد أبووهدان (18 عاما) من قطاع غزة. وأشار المركز نقلا عن عائلة الأسير أن إجراءات الخطبة تمت بعد موافقة الطرفين وأن الموضوع يستمد أهميته في كونه يبعث الأمل من جديد في روح الأسير محمود أبو وهدان المحكوم بالسجن ثلاثة مؤبدات، أمضى منها 12 عاما حتى الآن. وأعربت العائلة عن أملها بتحرر نجلها من الأسر وأن يتمكن من الالتقاء بخطيبته في قطاع غزة في أقرب وقت، مشيرة إلى أنه وحيد أمه التي تقطن في مخيم بلاطة وتعاني من عدة أمراض مختلفة منعتها من زيارة نجلها القابع في سجن "نفحة" الصحراوي (جنوب إسرائيل). وتستعد العائلتان لعقد القران بشكل رسمي في شهر يوليو المقبل بالرغم من بعد المسافة وصعوبة التواصل بين سكان الضفة الغربية وقطاع غزة بفعل الاحتلال وإجراءاته. واعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الأسير أبو وهدان في الثامن من أكتوبر عام 2002 وحكم عليه بالسجن 3 مؤبدات و30 عاما إضافية بتهمة الضلوع في التخطيط لعمليات استشهادية. وقال مدير مركز "أحرار" الحقوقي فؤاد الخفش إن تزايد حالات إقدام الأسرى في الآونة الأخيرة على الخطبة والزواج يدل على مدى العزيمة والإصرار لديهم وتحديهم لكل ظروف القهر والسجن. وأضاف إن ذلك يؤشر على قوة الأمل المنبعث من الأسرى رغم أنهم يمضون أحكاما طويلة بالمؤبدات في سجون الاحتلال الإسرائيلي. ولجأ الأسرى الفلسطينيون خاصة ذوو الأحكام العالية خلال السنوات الأخيرة إلى عدد من الوسائل الابداعية لتحدى السجان الإسرائيلي ومنها اكمال التعليم والحصول على درجات الماجستير والدكتوراة، بالإضافة إلى التلقيح الصناعي لزوجاتهم عبر تهريب نطفهم من داخل السجون وتمكن عدد كبير منهم من الإنجاب بهذه الطريقة في تحد للاحتلال الذي لا يعترف بأولاد الأسرى الذين يطلق عليهم "سفراء الحرية". ويقبع في سجون الاحتلال نحو 6500 أسير فلسطيني بينهم نحو 400 أسير من قطاع غزة جلهم من ذوي الأحكام العالية.