لولا انه كان يرتدي زي الأزهر المألوف لنا جميعا والذي تعرفه »بالجبة والقفطان والعمامة« ما كنت قد تصورت انه واحد من رجالات الأزهر الشريف، الذين لهم في نفوسنا تقدير واحترام كبيران بما نعرفه عنهم من خلق وعلم ودين. ولولا انه ذكرانه من شيوخ الأزهر، وهو يقدم نفسه ويصحح اسمه، وعمله، للمذيع الذي يقدم احد البرامج الحوارية في احدي قنوات التليفزيون المصري -تليفزيون الدولة الرسمي- لما صدقت علي الإطلاق انه ينتمي فعلا وقولا إلي الأزهر، قلعة الوسطية الإسلامية، وموئل أهل السماحة من شيوخنا الاجلاء المتفقهين في علوم الدين، والمتخصصين في أمور الشريعة، والفقه. قال الرجل، انه يمثل لجنة أو جماعة الفتوي في الأزهر الشريف، وهو ما لا استطيع ان انكره عليه، طالما انه قاله، وذلك بالرغم من ان كل حديثه، وأسلوب وطريقة أدائه في هذا الحديث، جاءت علي النقيض تماما لما نعرفه عن علماء الأزهر الشريف، من طيب خلق، وسماحة نفس، وحكمة في الفكر والقول، وحسن في الحوار، حتي مع الذين يخالفونهم في الرأي، عملا بقول الله عز وجل لنبيه الكريم، صلوات الله وسلامه عليه، »ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن«.. صدق الله العظيم. كان موضوع النقاش في البرنامج الحواري، حول زيارة فضيلة المفتي الدكتور علي جمعة إلي المسجد الأقصي، وكان ضيف الحوار احد رجال الدين المقدسيين، المسئولين عن المسجد الأقصي المبارك، ومعه هذا الشيخ الذي ذكرناه سلفا، والذي قال انه يمثل لجنة الفتوي بالأزهر. وبينما كان الضيف الفلسطيني المقدسي هادئا، وقورا، سمحا، وموضوعيا في حواره، ويلتمس ويوضح الأسباب التي تجعل من زيارة المفتي للقدس ضرورة لدعم ومساندة الإخوة الفلسطينيين، وكسر الحصار المفروض علي الأقصي والقدس،...، كان أخونا الشيخ الأزهري، عصبيا، منفعلا، غاضبا، ثائرا، وحادا، ويكيل الاتهامات للمفتي الدكتور علي جمعة، ولمفتي القدس، بل للفلسطينيين، وللسلطة الفلسطينية. هل هذا معقول؟!،...، وهل هذه هي صورة الأزهر السمحة،..، وهل هو يمثل الأزهر بالفعل؟! اعتقد ان الأمر يستوجب توضيحا وتصحيحا من الأزهر، وشيخه الجليل الذي نحترمه ونقدره. نقلا عن الأخبار