قال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية حسن عبد العظيم إن "الهدف من اللقاءات التشاورية في العاصمة الروسية هو تهيئة الظروف لعقد (جنيف 3) للتسوية السلمية للأزمة السورية". وأضاف عبد العظيم - في حديث لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في موسكو اليوم الثلاثاء - أن "اليوم الأول من لقاء موسكو التشاوري الثاني تطرقت فيه أطياف المعارضة السورية إلى إجراءات بناء الثقة وتقييم الوضع في سوريا والنقاش حول بيان (جنيف 1). وأشار إلي أن الروس في وقت سابق، وعبر ميخائيل بوجدانوف مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية، قد أكدوا على أن وثيقة جنيف الصادرة في 30 يونيو 2012 هي الوثيقة الوحيدة التي عليها إجماع دولي، مضيفا أن "موسكو لم تقل إن لقاءات موسكو التشاورية هي لإنجاز الحل السياسي، وإنما قالت إن هذه اللقاءات هي تمهيد لجنيف 3". وفي ما يتعلق بمصير الرئيس بشار الأسد، قال حسن عبد العظيم إن "بيان جنيف في 2012 اتسم بالغموض حول مصير الرئيس"، لافتا إلى أن هذا البيان لم يقل بتنحي الرئيس وإنما قال بتشكيل هيئة أو حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية، وأضاف أن "هذا هو السبب الذي أدى إلى اختلاف المواقف بين معارضة الداخل ومعارضة الخارج". وأكد عبد العظيم على أن هيئة التنسيق الوطنية السورية أيدت بيان جنيف منذ صدوره واعتبرته بمثابة خارطة طريق للحل السياسي، مذكرا بأن معارضة الخارج وضعت شرط رحيل الأسد.. وقال إن "هذا الشرط من قبل المعارضة الخارجية السورية أدخل البلد في أتون الحرب العبثية"، وشدد على أنهم في هيئة التنسيق الوطنية السورية يرون أن مصير الرئيس والنظام يتحدد عبر التفاوض في المرحلة الانتقالية. وأضاف "أن الروس مقتنعون بهذا الأمر، ويقولون ماذا يمكن أن نفعل إذا قولنا للأسد تنحى ورفض عمل ذلك.. وماذا يمكن أن يحدث لو قال الأمريكيون للأسد تنحى ولم يفعل". وتابع أن "تصاعد العنف وظهور داعش يطرح معطيات جديدة..إذا انهارت الدولة لن يكون البديل لا الائتلاف ولا هيئة التنسيق ولا القوى الديمقراطية الوطنية، بل سيكون تنظيم داعش والمتطرفين". وعن الدور الذي يمكن أن تلعبه موسكو، قال إن "موسكو تستطيع ممارسة دور مهم باعتبارها متمسكة بالحل السياسي ولا تقبل بإسقاط النظام كما حصل في العراق أو ليبيا". وأضاف "نحن مع دور روسي"، موضحا أن هذا الدور لابد وأن يؤدي إلى نتائج وإجراءات ملموسة ، مثل بناء الثقة وإطلاق سراح المعتقلين وتجميد القتال ومرور الإغاثة بدون معوقات، وأكد أن مثل هذه الإجراءات يمكن أن تكون حاضنة شعبية وعربية ودولية للحل السياسي في (جنيف 3)، وتابع أن "كل الرهانات على الحل العسكري من قبل النظام أو المعارضة المسلحة أو المتطرفين قد وصلت إلى طريق مسدود". وفي ما يتعلق بالدور المصري في تسوية الأزمة السورية، أكد المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية أن "الدور المصري هو الأفضل والأبرز، لأن القاهرة لم تكن طرفا في الأزمة السورية، ولم تتسبب بأي نقطة دماء في سوريا". وقال إن "القاهرة حريصة على سورية الشعب، وسورية الوطن، وتعتبر سورية خط الدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي، وبالتالي هي لم تكن طرفا مخربا في الأزمة وإنما كانت متمسكة بالحل السياسي وتحقيق طموحات الشعب السوري والحفاظ على مؤسسات الدولة". وأضاف أن "مصر تدعم أيضا جهود المعارضة السورية لتوحيد رؤيتها دون أن تتدخل في شئون المعارضة إطلاقا، كما تفعل بعض الدول"، ولفت إلى أهمية المؤتمر الوطني الثاني للمعارضة السورية بالقاهرة في النصف الأول من مايو القادم، مشددا على أن "مصر تلعب دورا مهما ورائعا للغاية انطلاقا من حرصها على سوريا".