كلما مررت على الأحياء الشعبية.. لابد أن يدهشك التفنن والعبقرية فى إقامة المقاهى! مقاهى متعددة.. بين هذا أو ذاك المقهى يدوب أمتار! الغريب أنها دائما وأبدا وعلى مدار اليوم مكتظة بالرواد!! رواد من كل شكل ولون.. ومستوى اجتماعى لأبناء الحى! والأحياء الشعبية لا تختلف عن مثيلتها من الأحياء الراقية.. الاختلاف فى المسميات والشكل.. لكن المضمون واحد.. فى الأحياء الشعبية يطلقون عليها المسمى الشهير "قهوة".. بينما تطلق عليها الأحياء الراقية "كافيه" لا فارق بين هذا وذاك.. الاثنان يجتمع عليها الشباب والفتيات طول الوقت.. لم تعد للفتيات أدنى خجل أو حياء لتناول "السيجارة" والشيشة فى القهوة الشعبية أو الكافيه فى أى وقت تلك هى الحرية! المهم أن تلك المقاهى تجدها مكتظة بالشباب والفتيات على مدار اليوم! السؤال الذى يطرح نفسه هل يعرف هؤلاء ما المغزى من إقامة تلك المقاهى فى الزمن البعيد؟! كلنا يعلم أن الهدف الرئيسى لإقامتها كان لأجل أن يجد المواطن مكانا يتناول فيه كوبا من الشاى أو فنجان قهوة وهو يستريح بعض الوقت من عناء قضاء بعض الالتزامات أو الاحتياجات أو المشتروات..أو ليرفه عن نفسه بعد عناء يوم شاق من العمل.. أو للقاء الأصدقاء آخر الأسبوع خارج المنزل بعيدا عن عيون الأسرة.. هكذا كان الأمر طبيعيا ومنطقيا ومقبولا. اليوم تحولت تلك المقاهي لعبء كبير على الأسرة قبل أن تكون عبئا على الدولة.. أصبح معظم الشباب كل هدفهم الخروج من المنزل لصحبة الأصدقاء بالمقهى أو الكافيه.. نهارا وليلا نجد الشباب "متنطع" عليها يجلس طول اليوم ثم يشتكى من البطالة وقلة العمل! وفى هذا لا ننسى الشوية بتوع "النكبة" المصرية اللى اسمهم النخبة اللى صدعونا رغى وهرى عن البطالة وكأن الدولة مسئولة وحدها عن تلك البطالة التى يصنعها الكثيرون لأنفسهم.. وتلك "النكبة" ولا يقدمون حلولا إلى هؤلاء الشباب وينسون دورهم الحقيقى فى توجيه الشباب لضرورة وأهمية العمل أى عمل مهما كان صغيرا أو بسيطا لابد أن ينتج ويثمر ليأتى بعده عمل مهم وكبير. المهم أن أخونا بتوع النخبة أياهم ومعاهم شباب المقاهى والكافيه.. فضحهم أخونا السوريين النازحين إلى مصر.. تجد جميعهم فى حالة عمل دءوب ومستمر.. السوريون أثبتوا لكل المصريين وعلى رأسهم الشوية بتوع "النكبة" أن مصر لا يوجد فيها بطالة عمل لكن بصراحة وكل صدق إحنا الموجود عندنا "بطالة عقول" لا أحد يفكر فى إمكاناته وقدرته على العطاء.. الكل يريد أن يبدأ حيث انتهى الآخرون.. الغريب أن أمثال هؤلاء الشباب الجالسون على المقاهى يفضلون الهروب لنار الخليج أو جهنم الغرب.. يذهب ويقبل القيام بأقل الأعمال وأردأها تلك الأعمال التى كان يرفضها فى وطنه ويفضل عليها الجلوس على المقهى.. بذمتكم ده يبقى اسمه أيه يا ناس؟! دا اسمه بطالة عقل.. بطالة تفكير.. بطالة ضمير.. يا ناس يا هو.. يا شباب.. وأنتم يا نخبة بطلوا كسل شوية!! ومن الآخر مصر جميلة.. وقريبة بجد.. فيها عمل وخير كتير.. ومن جد وجد!