عن المركز القومي للترجمة، صدرت الترجمة العربية لكتاب "أحزان الإمبراطورية..النزعة العسكرية والسرية ونهاية الجمهورية" للكاتب الأمريكي تشالمرز جونسون. وهو أكاديمي عمل مستشارًا سابقًا بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ويرى أن الولاياتالمتحدة تتناقض مع نفسها حين "تتكلم" عن نشر الديمقراطية، رغم كونها إمبراطورية تمارس أشكال الاستبداد وأنه منذ 2001 أصبحت أمريكا إمبراطورية حقيقية. يتناول الكتاب، الذي قام بترجمته صلاح عويس، رؤية المؤلف للهيمنة الأمريكية على العالم، والتي تنتهج شكلا جديدا من أشكال الإمبراطورية، واعتماد الولاياتالمتحدة بشكل متزايد على الحلول العسكرية للمشكلات السياسية والاقتصادية. كما يوضح الكتاب، الذي يقع في 429 صفحة من القطع المتوسط، السلوك الإمبراطوري للإدارة الأمريكية مثل الحروب الانتقائية والتدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى، والإطاحة بالنظم المارقة على النزوات الإمبراطورية. ويُحذر جونسون من أنه إذا استمرت واشنطن على توجهاتها فإنها ستتعرض لمخاطر تهاوى الجمهورية الأمريكية. ويقع الكتاب في 10 فصول، حيث يتناول الأول منها الإمبراطوريات القديمة والحديثة في التاريخ الإنساني، فيما يتناول الثاني جذور النزعة العسكرية الأمريكية؛ ويناقش الفصل الثالث تحول واشنطن إلى روما جديدة، بينما تناول الكاتب في الفصل الرابع مؤسسات النزعة العسكرية الأمريكية، بينما يتناول الفصل الخامس اعتماد الولاياتالمتحدة على الجنود البدلاء والمرتزقة . و يشير الفصل السادس إلى اعتماد الولاياتالمتحدة في تأسيس إمبراطوريتها على القواعد العسكرية، بينما يعرض الفصل السابع مفهوم "غنائم الحرب" لدى الإدارة الأمريكية . وخصص الكاتب الفصل الثامن للحديث عن الحربين اللتين شنتهما واشنطن على العراق، والتاسع لنتائج العولمة، أما الفصل العاشر والأخير فيتناول فيه المؤلف المخاطر التي تحيق بالجمهورية الأمريكية. ويقول تشالمرز جونسون "لدى إمبراطوريتنا نواب قناصلها" كما كان الحال في الإمبراطورية الرومانية. ففي الحالة الأمريكية يتولى عسكريون كبار فرض اتفاقيات "على الحكومات المضيفة لضمان عدم تحميل الجنود الأمريكيين مسؤولية الجرائم التي يرتكبونها ضد السكان المحليين" ويصف ذلك بأنه عسكرة للإمبراطورية الأمريكية. ويسجل أن "النزعة الإمبراطورية. لا تحكم مطلقا من خلال الشعب. ولا تسعى إلى الحصول على رضاه"، إذ تهيمن على العالم من خلال قوتها العسكرية التي يقول إنها تضم أكثر من 725 قاعدة عسكرية و12 حاملة طائرات وأكثر من نصف مليون من الجنود والجواسيس والتقنيين والمقاولين المدنيين، إضافة إلى ما يسميه القواعد السرية خارج أمريكا لمراقبة ما تتبادله الشعوب من رسائل الفاكس أو البريد الإلكتروني.