أكد الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، أن الدراسة بالمعاهد الأزهرية قديما كانت لمدة 12 ساعة يوميا تبدأ من الساعة السادسة والنصف صباحا وحتى السادسة والنصف مساء. وقال الأزهري، في ندوة كلية الدراسات الإسلامية والعربية تحت عنوان "كيف تكون أزهريا"، إن الدراسة الأزهرية كانت طوال العام لمدة 11 شهرا وكانت الإجازة شهرا واحدا فقط، منوها بأن العلم كان وقتها عزيزا لصعوبته وليس مبتذلا كما هو فى هذه الأيام، ومع هذا كان العلماء يقولون "زمن العلم ولى". وأضاف إنه كان يتم تخصيص أربع حصص فى اليوم لأربع علوم تدرس للتلاميذ وكانت الفصول محدودة ولم يكن هناك كثافة بها حتى يتمكن المعلم من السيطرة على التلاميذ، لافتا إلى أن عدد المعاهد على مستوى الجمهورية فى الخمسينات لم يتعدَ العشرين معهدا. وتوجه الأزهرى برسالة شديدة اللهجة لطلاب وطالبات الأزهر، قائلا لهم: لا تضيعوا العلم عندكم أو تكونوا سببا فى هدم مكانة الأزهر التى ظل محتفظا بها على مر العصور. وحكى الأزهرى قصة أحد علماء الأزهر الذى تعلم فى كنفه ونال من مناهجه وهو العالم الدكتور أحمد المكتبى، قائلا عنه: كان من بلاد الشام وحفظ القرآن الكريم ليتمكن من الالتحاق بالازهر الشريف وجاء إلى مصر وعمره لم يتعد العشرين عاما وتتلمذ على يد علماء الأزهر وأبرزهم حينئذ الدكتور شمس الدين الإمبابي، والدكتور محمد الخضرى والإمام البرهان الجليل الحسن السقا"، وسأل الأزهرى الطلاب عن هؤلاء العلماء، وحدد جائزة قدرها مائة جنيه، لكن لم يعرفهم أو يعرف مؤلفاتهم أحد. وختم الأزهرى حديثه قائلا: أستعد لإصدار كتاب بعنوان "تحفة العبقرى فى مجالس الأزهر" لرصد مجالس العلم وكل ما يحدث فيها.