* «خطيب الأزهر»: الإسلام أمر بالحفاظ على الأرواح..والإرهابيون يخالفون أوامر الشريعة * «شاهين»: الأسرة من عوامل نهوض المجتمع أو هدمه * «النجار»: كسوف الشمس من آيات الله.. وضياع الأجيال ينشأ من تدمير الأسر * «أوقاف أسيوط»: ترابط وثيق بين أمن المجتمع والأسرة المتماسكة وحّدت وزارة الأوقاف خطبتها اليوم فى جميع مساجدها على مستوى الجمهورية، للحديث عن موضوع «الأسرة ودورها في الحفاظ على استقرار المجتمع»، حيث أكد عدد من الخطباء على أهمية الأسرة ودورها فى التقدم بالأمة واستقرارها، مشيرين إلى أن التفكك الأسر يدمر المجتمع ويجعله هشاً لايقدر على مواجهة الصعاب. من جانبه، أكد الشيخ محمد الأمير خطيب الجامع الأزهر، أن الإرهابيين والمتطرفين ليست لهم علاقة بالدين نهائياً، فهم دائماً ينادون بطاعة الله وتنفيذ أوامره، وهم فى الحقيقة بعيدون كل البعد عن الله وأوامره، مؤكداً أن الله تعالى حرم قتل النفس بغير حق، حتى وإن كانت مشركة، مشيراً إلى أن الضوابط والأحكام الدينية تأمرنا بالحفاظ على أرواح الآخرين، باعتبار أن الدين الإسلامى دين التسامح. وأضاف خطيب الأزهر، خلال خطبة الجمعة اليوم، أنه من الأولى لهم إن كانوا حقا يتبعون أوامر الله وسنة نبيه الكريم، أن يدافعوا عن الإسلام بتحسين صورته أمام غير المسلمين، فقد كان سلاح سيدنا يوسف -عليه السلام- أمام المصريين الحكمة والعقل، وإبراز خصائص عباد الله السمحة عندما جاء من البدو غريبا لا يعرف حتى اللغة المصرية، مؤكداً أن كل هذه الأشياء تدل على أن هؤلاء ليست لهم علاقة بالدين. وعلى جانب آخر، قال الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، إن الأسرة هى اللبنة الأولى فى المجتمع، فهى التى تربط الابناء بأوطانهم وتقدم نماذج إيجابية يستفيد منها البلاد، مشيراً إلى أنه يوجد أيضاً نماذج سلبية من الأسر التى تساعد على هدم المجتمع. وأوضح شاهين خلال إلقائه خطبة الجمعة اليوم، أن الإسلام عنى بالأسرة عناية عظيمة، وسعى لبنائها على أسس صالحة، مضيفاً أنه لذلك السبب حث الدين المسلمين على اختيار الزوجة لزوجها والعكس حتى تنتج أسرة تقدم للمجتمع نماذج إيجابية. وأضاف خطيب مسجد عمر مكرم، أن الأساس فى الزواج الخلق لأنه هو البنية الأساسية فى تكوين الأسرة حتى تصبح قوية وليست هشة حتى تسطيع مواجهة العواصف، لافتاً إلى أنه إذا كانت الأسرة هشة لا تستطيع أن تصمد فى مواجهة أولى المشكلات. وتابع «أن المصائب تكمن فى أن الجميع يعترف بحقه ولا يعرف بالالتزامات والواجبات التى عليه، فالإسلام أوصى الزوج بأن يعامل زوجته معاملة حسنة وأن ينفق عليها، وكذلك أوصى الزوجة بمراعاة زوجها والحفاظ عليه فى غيبته، وكذلك أوصى الزوجان أن يربيا أبنائهما تربية سليمة، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- علمنا ما علينا من واجبات تجاه ابنائنا بداية من اختيار الاسم مرورا بالمراحل العمرية المختلفة. واستطرد شاهين أن الإسلام ينظر إلى الأسرة نظرة شاملة فأوصى الإنسان بصلة الرحم حتى يتماسك المجتمع، متسائلاً: فكيف ننادى بتماسك المجتمع والبنية الأساسية للمجتمع بها تلف والأسرة الواحدة لا يصافحون بعضهم، موصياً المسلمين بالتماسك داخل البيت الواحد وبين الأخ وأخيه والعم والخال وكذلك الجيران لأن نبينا الكريم أوصانا بترابط المسلمين بجيرانهم . وأشار خطيب عمر مكرم، إلى أن الأخوة تلزمنا بأن يكون هناك ترابط بين الكبير والصغير والغنى والفقير حتى نكون المجتمع به أمن وسلام والسلام يبدأ من الأمن النفسى والاجتماعى والترابط الأسرى ومواصلة ذوى الأرحام لأن فاقد الأمن فى بيته لا يستطيع أن يمنحه للمجتمع. وفى السياق ذاته، ألقى الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية والأستاذ بجامعة الأزهر، خطبة الحمعة اليوم بمسجد بطرة بطلخا مسقط رأس الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق فى ذكرى رحيله. وقال النجار إن "دور الأسرة لحفظ الإسلام يأتى بعد توحيد الله فى الإسلام ودورها الهام فى بناء المجتمع واستقراره، فالأب يريد أن يحفظ دينه فى ذريته ويكون قدوة صالحة لولده والأم قدوة صالحة لابنتها بتعليمهم السلوكيات الصحيحة وأن الأسرة ليست غرضا ينشأ عن محبة بل تكليف بنشأة أسرة صالحة". وأضاف: "على كل شاب أن يحافظ على زوجته، وطاعة الزوجة لزوجها واجب دينى، وضياع الأجيال ينشأ من تدمير الأسر بسلوكيات الأبوين، وعلى كل إنسان مسئول عن أسرة ألا يترك الحبل على الغارب أو يكون قاسيا وكل كلمة طيبة للزوجة صدقة وكل نفقة عليها صدقة وإخلاصها لزوجها طاعة لله، ومن هنا كان بناء الأسرة الصالحة مطلبا يحتاج لعقل وقلب سوي ويتضح منه، الخير الذى يريده الله لبناء أسرة وبين الشر الشيطانى لتدمير مجتمع". وتحدث فى نهاية خطبته عن صلاة كسوف الشمس وهى سنة مؤكدة وآية من آيات الله، فالشمس لا تكسف ولا تخسف إلا لله فادعوا وتصدقوا فى هذا اليوم والصلاة تكون جهرية وسرية، داعيا للإمام جاد الحق ناصر المظلومين والداعى لنصرة الأسرة ومساندة البسطاء ورحم الله الشيخ الجليل. وبدوره، قال الشيخ محمد العجمي وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط ،إن الأسرة هي اللبنة الأولى التي يتكون فيها صرح المجتمع ،فهي التى تتولى حماية النشء ورعايته وتنمية أجساده وعقوله وأرواحه ،ومن هنا اهتم الإسلام بالأسرة اهتماما بالغا يناسب أهميتها في كيان المجتمع وأثرها الفعال فى حياة الأمة ومستقبلها ،وما تقوم عليه من التقاليد والآداب وما يكفل سلامتها من الفتن والخلافات ويوفر لها الحماية من عوامل التحلل والفساد. وأكد وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط ، أن الأمن والأسرة يوجد بينهما ترابط وثيق ، يكمل أحدهما الآخر ، فلا حياة للأسرة إلا باستتباب الأمن ، ولا يمكن للأمن أن يتحقق إلا فى بيئة أسرية مترابطة ، وجو اجتماعي نظيف، يسوده التعاطف والتآلف، مشيرا إلى إن هذا الدور لا يتحقق إلا فى ظل أسرة واعية تحقق في أبنائها الأمن النفسي، والجسدي، والغذائي، والعقدي ، والاقتصادي ، والصحي، بما يشبع حاجاتهم النفسية والتي ستنعكس بالرغبة الأكيدة في بث الطمأنينة في كيان المجتمع كله ، وهذا ما سيعود على الجميع بالخير الوفير. وأضاف الشيخ محمد العجمي، أن مسئولية أمن الوطن تقع على عاتق كل من يعيش على أرض الدولة من مواطنين ومقيمين ؛ حيث أنهم هم الذين ينعمون بالراحة والطمأنينة فيه ، لذا يجب على الأسرة أن تعي دورها تماما تجاه أمن المجتمع، وأن تقوم بدورها من خلال تنشئة أولادها على حب الوطن وحفظ أمنه واستقراره.