دعا المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، اليوم الأربعاء، إلى زيادة الاهتمام بقطاع السياحة الثقافية والاستثمار الثقافي والاقتصادي والحضاري في الدول الأعضاء، وذلك من خلال تعميم ثقافة احترام التراث المحلي وصيانته، والحفاظ على بيئته ومسالكه الثقافية. وقال التويجري - في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي حول (المبادرة الأطلسية للسياحة 2015)، الذي تعقده وزارة السياحة المغربية، بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية، وتستضيفه منظمة "إيسيسكو"، في مقرها الدائم بالرباط - إنه مع ظهور مفهوم العولمة على المستوى الدولي، أخذت السياحة تفرض نفسها بقوة باعتبارها عاملاً من عوامل التقارب، وتسهيل سبل التعارف والتبادل بين الجماعات البشرية. وأشار المدير العام ل"إيسيسكو" - في هذه الكلمة التي ألقتها نيابة عنه الدكتورة أمينة الحجري، المديرة العامة المساعدة - إلى تنامي اهتمام المجتمع الدولي بالتنمية السياحية في العقود الأخيرة من القرن العشرين، بعد أن أدركت أغلب دول العالم، أهمية السياحة باعتبارها مسؤولية وطنية، نظرًا لما تحققه من عائدٍ اقتصادي، ولكونها صناعة مستقبلية، مرتبطة بالتنمية الاقتصادية الشاملة، موضحًا أن الحديث عن السياحة هو في العمق، حديث عن الاقتصاد المبني على تسويق الخدمات وتوظيف المجال، لأن السياحة محرك للتغييرات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، كما تؤكد ذلك لغة الإحصاءات. وتابع - في كلمته بالمؤتمر المنعقد، تحت شعار (السياحة، وسيلة للتواصل بين الشعوب والحضارات في ضفتي المحيط الأطلسي) - أن العالم يعرف منذ منتصف القرن العشرين، تنامي الصناعة السياحية بشكل عام، والسياحة الثقافية بشكل خاص، وذلك بفعل الوفاق الدولي والحوار والتثاقف بين الشعوب والحضارات، حيث انفتحت الدول بعضها على بعض، وأخذت تصبو إلى توطيد التواصل الثقافي والاجتماعي والحضاري. وقال الدكتور عبد العزيز التويجري أن "إيسيسكو" وضعت استراتيجية تنمية السياحة الثقافية في العالم الإسلامي، التي اعتمدها المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء الثقافة المنعقد في باكو عاصمة أذربيجان عام 2009، وذلك انطلاقًا من الأهمية التي تمثلها السياحة، والمكانة التي تحتلها في النسيج الاقتصادي للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، ووعيًا منها بأن السياحة الثقافية هي الوسيلة الأقوى للترابط بين الثقافة والتنمية، والمجال الأنسب لتعزيز المفهوم الإنساني للتعارف بين الشعوب والتعايش بين الأمم. شارك في حضور المؤتمر رئيس الحكومة المغربية عبد الإله ابن كيران، ولحسن حداد، وزير السياحة المغربي، والدكتور طالب الرفاعي، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، وعدد كبير من المسؤولين ورجال الأعمال والاقتصاد والخبراء المهتمين بالقطاع السياحي داخل المغرب وخارجه.