بعد تأجيلها في اللحظات الأخيرة، ناسا تعلن موعد إطلاق أول رحلة مأهولة ل"ستارلاينر"    درجات الحرارة اليوم الأربعاء 08 - 05 - 2024 فى مصر    بفضيحة إزازة البيرة، علاء مبارك يوجه ضربة قاضية لمؤسسي مركز تكوين الفكر العربي    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 8 مايو 2024 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    6 مقالب .. ملخص تصريحات ياسمين عبدالعزيز في الجزء الثاني من حلقة إسعاد يونس    حسن الرداد: مبعرفش اتخانق مع إيمي.. ردودها كوميدية    المدرج نضف|«ميدو» عن عودة الجماهير: مكسب الأهلي والزمالك سيصل ل4 ملايين جنيه    بكام الفراخ البيضاء؟ أسعار الدواجن والبيض في الشرقية الأربعاء 8 مايو 2024    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة    بعد احتلال معبر رفح الفلسطيني.. هل توافق أمريكا مبدئيًا على عملية رفح؟    الخارجية: توقيت تصعيد الجانب الإسرائيلي الأحداث في رفح الفلسطينية خطير للغاية    أخبار السيارات| أرخص موديل زيرو في مصر.. أول عربية من البلاستيك.. وأشياء احذر تركها في السيارة بالصيف    مقالب بطفاية الحريق.. ياسمين عبدالعزيز تكشف موقف لها مع أحمد السقا في كواليس مسرحة «كده اوكيه» (فيديو)    سحب لقاح أسترازينيكا المضاد لكوفيد- 19 من جميع أنحاء العالم    عزت إبراهيم: تصفية الوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة عملية مخطط لها    وفاة شقيقين مصريين في حريق شقة بأبو حليفة الكويتية    عيار 21 يسجل أعلى سعر.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الارتفاع الأخير    القاهرة الإخبارية: تعرض رجل أعمال كندي يقيم بالبلاد لحادث إطلاق نار في الإسكندرية    عاجل.. أول رد من صالح جمعة على إيقافه 6 أشهر    مكاسب الأهلي من الفوز على الاتحاد السكندري في الدوري المصري    توقعات الأبراج حظك اليوم الأربعاء 8 مايو.. «هدايا للثور والحب في طريق السرطان»    محمد رمضان: فرق كبير بين الفنان والنجم.. واحد صادق والتاني مادي    مفيد شهاب: ما قامت به إسرائيل يخالف اتفاقية السلام وتهديد غير مباشر باستخدام القوة    «إنت مبقتش حاجة كبيرة».. رسالة نارية من مجدي طلبة ل محمد عبد المنعم    واشنطن: القوات المسلحة المصرية محترفة ومسئولة ونثق في تعاملها مع الموقف    بالمفتاح المصطنع.. محاكمة تشكيل عصابي تخصص في سرقة السيارات    نشرة التوك شو| تغيير نظام قطع الكهرباء.. وتفاصيل قانون التصالح على مخالفات البناء الجديد    ياسمين عبد العزيز: محنة المرض التي تعرضت لها جعلتني أتقرب لله    ندوة "تحديات سوق العمل" تكشف عن انخفاض معدل البطالة منذ عام 2017    ماذا يحدث لجسمك عند تناول الجمبرى؟.. فوائد مذهلة    5 فئات محظورة من تناول البامية رغم فوائدها.. هل انت منهم؟    «العمل»: تمكين المرأة أهم خطط الوزارة في «الجمهورية الجديدة»    مغامرة مجنونة.. ضياء رشوان: إسرائيل لن تكون حمقاء لإضاعة 46 سنة سلام مع مصر    رئيس البورصة السابق: الاستثمار الأجنبي المباشر يتعلق بتنفيذ مشروعات في مصر    الداخلية تصدر بيانا بشأن مقتل أجنبي في الإسكندرية    قبل مواجهة الزمالك.. نهضة بركان يهزم التطواني بثلاثية في الدوري المغربي    متحدث الزمالك: هناك مفاجآت كارثية في ملف بوطيب.. ولا يمكننا الصمت على الأخطاء التحكيمية المتكررة    تحت أي مسمى.. «أوقاف الإسكندرية» تحذر من الدعوة لجمع تبرعات على منابر المساجد    عاجل - "بين استقرار وتراجع" تحديث أسعار الدواجن.. بكم الفراخ والبيض اليوم؟    فوز توجيه الصحافة بقنا بالمركز الرابع جمهورياً في "معرض صحف التربية الخاصة"    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    «خيمة رفيدة».. أول مستشفى ميداني في الإسلام    رئيس جامعة الإسكندرية يشهد الندوة التثقيفية عن الأمن القومي    موقع «نيوز لوك» يسلط الضوء على دور إبراهيم العرجاني وأبناء سيناء في دحر الإرهاب    كيف صنعت إسرائيل أسطورتها بعد تحطيمها في حرب 73؟.. عزت إبراهيم يوضح    بعد تصريح ياسمين عبد العزيز عن أكياس الرحم.. تعرف على أسبابها وأعراضها    أختار أمي ولا زوجي؟.. أسامة الحديدي: المقارنات تفسد العلاقات    ما هي كفارة اليمين الغموس؟.. دار الإفتاء تكشف    دعاء في جوف الليل: اللهم امنحني من سَعة القلب وإشراق الروح وقوة النفس    صدمه قطار.. إصابة شخص ونقله للمستشفى بالدقهلية    وفد قومي حقوق الإنسان يشارك في الاجتماع السنوي المؤسسات الوطنية بالأمم المتحدة    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق شقة سكنية بالعمرانية    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة لعام 1445 هجرية    طريقة عمل تشيز كيك البنجر والشوكولاتة في البيت.. خلي أولادك يفرحوا    الابتزاز الإلكتروني.. جريمة منفرة مجتمعيًا وعقوبتها المؤبد .. بعد تهديد دكتورة جامعية لزميلتها بصورة خاصة.. مطالبات بتغليظ العقوبة    إجازة عيد الأضحى| رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك 2024    القيادة المركزية الأمريكية والمارينز ينضمان إلى قوات خليجية في المناورات العسكرية البحرية "الغضب العارم 24"    ضمن مشروعات حياة كريمة.. محافظ قنا يفتتح وحدتى طب الاسرة بالقبيبة والكوم الأحمر بفرشوط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالفيديو.. مدير المفرقعات ل"صدى البلد": قضينا على ال"TNT" و"سرقة العبوات"أبرز مهامنا ونخلع البدلة أثناء "تفخيخ البشر"


* خبير المفرقعات مبدع بطبعه
* "سرقة العبوات" أبرز مهامنا
* البكرة و الحبل أبرز إبداعاتنا
* أقصى ارتفاع لقنبلة تخطى مسافة "متر" فوق سطح الأرض
* صاروخ ب"جنيه ونص" قادر على قتل طفل
* "بومب الأطفال" يؤدي إلى بتر أعضاء من الجسد أثناء فرقعته
* قضينا على ال tnt ، واعتماد الإرهاب حاليا على "صوارخ الاطفال"
* بدلة المفرقعات تتحمل 5 كيلو tnt على مسافة 3 أمتار
* تفخيخ البشر يجبرنا على العمل بدون "بدلة"
* 166 بلاغا يصلنا يوميا
* ضباط المفرقعات يخضعون لاختبارات نفسية
* التخلي عن "الكبرياء" أهم شرط يجب توفره في رجل المفرقعات
* اتجاه لتدريب الضباط في ألمانيا واليابان لكشف آثار مابعد الإنفجار
* "الصحفيون" أغرب ظاهرة طريفة تواجهنا أثناء التفكيك
* لا مكان للمحبطين داخل منظومة "المفرقعات"
اختبار جاف.. كان أول ما شهده فريق "صدى البلد" بمجرد وصوله إلى مقر الحماية المدنية بالقاهرة لمحاورة اللواء علاء عبد الظاهر مدير الإدارة العامة للمفرقعات بالقاهرة.
الاختبار الذي كان نموذجا لتجارب الإبداع والابتكار التي يلجأ لها خبراء المفرقعات في مسرح البلاغ، بحسب ما وصف اللواء علاء عبد الظاهر، و اللذي أكد لنا إن حالة الإبداع في انعقاد مستمر طالما استمر الإرهاب في زرع العبوات الناسفة.
في حوار خاص ل"صدى البلد" نقترب أكثر من رجال المفرقعات، آلياتهم في العمل، إبداعاتهم، تدريبهم، طرائف العمل في مجال تفجير العبوات الناسفة، كل يطلعنا عليه اللواء علاء عبد الظاهر مدير إدارة المفرقعات بالقاهرة.
- حدثنا عن إبداع رجل المفرقعات في موقع البلاغ؟
الإبداع الذاتي لديه ينبع من المواجهه المستمرة مع المجهول، فلا يستند في التعامل معه على نص مكتوب، طوال الوقت يتفاجئ بمستجدات و يبتكر طرق جديدة للتعامل في كل مرة، فرفع العبوة البلاستيكية يختلف عن الخشبية وغيرها، ولو كان رجل المفرقعات يواجه أمرا تقليديا، لما كانت هناك خطورة على حياته.
- وما السر الذي يحفز الإبداع لدى رجل المفرقعات؟
يأتي من الإرهابي الذي يضع ما نسميه ب"الشرك الخداعي"، حيث يضع شكل ينطلي على الخبير وعلى المواطن، مايدفع كل خبير لابتكار طريقة مختلفة يستطيع بها تشتيت العبوة، وتأمين محيطها في ذات الوقت.
- كيف يتم تفكيك أو تشتيت العبوة؟
نضع آليات للتعرف على مصدر الكهرباء في العبوة وغالبا تكون مدفع التفجير اللذي يتم توجيهه صوب مصدر الكهرباء أو الطاقة في العبوة لنسبق التيار الداخلي بها ونفكك مكوناتها قبل أن تنفجر، وهذه العملية نطلق عليها "خطف العبوة" أو"سرق العبوة" قبل انفجارها.
ينجح الخبير في إتمام التشتيت دون خسائر، و في بعض الحالات نلجأ ل"النسف الحذر في المكان"، كأحد الآليات عندما يصعب التعامل معها لأي سبب، ومبدأنا الأساسي أثناء التخلص منها، الحفاظ على أرواح المواطنين ثم ممتلكات الأشخاص يليه ممتلكات الدولة.
- خبير المفرقعات"المبدع".. كيف يكتسب خبرته وكم من الوقت يحتاج ليكون مؤهلا؟
أولا لدينا طلبات كثيرة جدا من ضباط بقطاعات الوزارة المختلفة للانضمام إلى أسرة المفرقعات، رغم الإصابات والوفيات والأخطار، إلا أن الإدارة تختار من يتوفر فيه 3 شروط تنحصر في اللياقة النفسية، والبدنية، والفكرية.
فمن الناحية النفسية، يجب أن يكون هادئ بطبعه، متمتعا باستقرار نفسي، وثبات انفعالي، أمام المؤثرات الخارجية.
كما يجب أن تتوفر فيه اللياقة البدنية لما يتطلبه عمله من حركة مستمرة للتعامل مع البلاغ، واللياقة الفكرية، بحيث يمتلك الاستعداد للإبداع والإبتكار وقبول التعلم وأن لا يكون لديه تكبر في التعلم.
- وماذا عن التدريبات؟
لدينا تدريب محلي، فبمجرد انضمام الضابط، يتلقى دورة في القوات المسلحة بالتنسيق مع الإدارة لتعلم كيفية التعامل مع العبوات الناسفة والذخائر، وإزالة القنابل والعبوات والتعرف على جميع أنواع الذخائر، ومن ثم يكمل في الإدارة العامة للحماية المدنية، فيتعلم فيها كيفية التعامل مع "الشرك الخداعي"، أو الحيلة الإرهابية التي يبتكرها الإرهابي، ومن ثم يكون مؤهلا للعمل في المفرقعات، بينما لا يكون قد وصل إلى مرحلة "خبير" مفرقعات.
ثم يتم تدريبه مع ضابط قديم ويشاهد التجارب الميدانية ويتعلم الجديد ويخضع لاختبارات جافة داخل الإدارة لنختبر تصرفاته وحركته وثباته وتعامله في مكان البلاغ، ثم يبيت مع ضابط منوب كمساعد له، و بعد أن يبدأ في التحرك، ونسند له بلاغات للتعامل معها يكون تقديرها من جانب الخبراء أنها بلاغات بسيطة، و بعد أن يتجاوب ويثبت كفاءته يكون قد وضع قدمه على أول طريق الخبرة.
- وماذا عن التدريبات الخارجية؟
هو مرحلة أخرى من التدريب تعتمد على تسفير الضباط بعد الفرق التأهيلية، فيتدربون بتعاون مشترك مع الدول المتقدمة في أعمال التعامل مع المفرقعات، يتم تبادل الخبرات من خلالها.
الدول الكبرى في هذا المجال مثل امريكا وانجلترا، وسمعنا أنه في القريب العاجل مع المانيا، حيث لم يكن هناك تنسيق مسبق في الماضي معها، سمعنا كذلك أن هناك تسفير لليابان لكشف آثار ما بعد الإنفجارات و التعرف على العبوات، الوزارة تبذل مجهود قوي في هذا الجانب.
- كم من الوقت يستغرق الضابط ليتحول إلى خبير؟
المسألة ليست محكومة بزمن معين، وإنما تحركاته ودرجة ثباته وقدرته على الابتكار هي التي تحدد مستقبله في هذا الاتجاه، فبعض الخبراء بعد أن يستوفوا جميع مراحل التدريب المحلي والخارجي، يتضح في الميدان انه ليس على درجة الثبات الانفعالي المطلوب، فلا نسيء له ، بل نحافظ على نفسيته، ويكلف بالخروج كمساعد مع الخبير الأول، فالعادة أن يخرج خبيران للبلاغ الواحد، بحيث إذا حدث لأحدهما طارئ، يستطيع الآخر التعامل.
- حدثنا عن أبرز إبداعات خبراء المفرقعات
الإبداع الفكري في التعامل مع العبوة.. مثل عبوة شارع الجزائر ، حيث زرعت جانب غرفة كهرباء كبيرة أسفل عمارة، الإرهابي قصد وضعها في مكان "مزنوق" – ضيق - ليضطر الخبير إلى نسفها في مكانها وبالتالي تسقط العمارة و يكون هكذا استخدم ضباط المفرقعات لتنفيذ هدفه وكسب التحدي في الوقت ذاته، حينها اجتمع مفتشي المفرقعات واتفقنا على ضرورة تحريكها، وحاولنا إدخال الآليات الحديثة مثل "الروبوت" فلم يستطع التقاطها نتيجة ضيق مكان زرع العبوة، فابتكرنا "البكرة والحبل"، وتم تسقيط مادة لصقت بها العبوة، ثم تم تنقلها خارج المكان الضيق، ونقلها بعد ذلك بالروبوت إلى وسط الشارع و تم تفجيرها في المكان وأحدثت انفجار كبير جدا، مما يعني أنها كانت ستفجر المنشأة بالكامل إذا ما أعلنا الاستسلام ولجأنا لطريقة النسف الحذر في المكان.
- هل يأبى بعض ضباط المفرقعات ارتداء البدلة، وكيف تتصرفون في هذه الحالة ؟
هذا الكلام غير صحيح، وإذا حدث ذلك فلا يعبر عن موقف الإدارة بل عن الضابط نفسه اللذي تصرف بشكل خاطئ، ومبدئيا لا نستطيع التحدث مع الخبير أومناقشته وهو يفكك إلا إذا كان سيجلب لنفسه الخطر.
- هل هناك حالات تفرض عليكم التفكيك بدون بدلة مفرقعات؟
نعم .. حالات تفخيخ البشر.
- كيف.. أشرح لنا
أحيانا تقرر عناصر الإرهاب تفخيخ شخص مثلا في مكتبه، وغالبا ما تستخدم هذه الطريقة مع الشخصيات المهمة، وفي هذه الحالة، يرتدي رجل المفرقعات ملابسا ملكية ويتحدث مع الشخص و يهدءه نفسيا، بينما إذا ما دخل عليه مرتديا بدلة المفرقعات قد يهتز الشخص، ويخاف من مجرد شكل البدلة والهيئة التي تدخل عليه، وقد يلفظ أنفاسه خوفا.
- وكيف يمكن تفخيخ شخص دون أن يشعر؟
يكون ذلك مثلا بتفخيخ الكرسي، ومن ثم يدخل الضحية إلى مكتبه على سبيل المثال ويجلس على الكرسي، وبمجرد الجلوس يتم تشغيل زر التشغيل، وبمجرد النهوض من عليه يتحرر الزر، ويفجر الشخص والعبوة، وقد تختلف الحيلة فتتمكن عناصر الإرهاب من إلباسه قميصا مفخخا وقفله بالأقفال، أو طوقا أوحزام.
- هل تتعرضون لطرائف خلال أداء مهمتكم الخطرة؟
كثيرا.
- فلتروي لنا بعضها؟
"في أحد المواقف كنا نحاول الاقتراب بحذر من موقع العبوة، وفوجئنا بأحد المارة يقول: "إيه يا عم فيه ايه يا عم أنا أشيلهالكم انا"، وقدر المولى أن العبوة كانت سلبية هيكلية فلم يصاب بأذى".
وتابع: وفي مرة أخرى تلقينا بلاغا في إحدى المناطق، وعندما وصلت سيارة الحماية المدنية إلى موقع البلاغ لم نجد العبوة، وأخبرنا أهل المنطقة أن "كهربائي" قال: إنها دائرة كهربية وتبرع بتفكيكها على الأرض، وكانت أيضا عبوة هيكلية، وعلى الرغم من أن الموقف يبدو طريفا إلا أن الواقع يعتبر "مصيبة"، فالعواقب لاشك ستكون سيئة للغاية إذا كانت المادة المفرقعة مضبوطة على مفتاح معين، فكانت ستدمر هذا الشخص الذي تبرع بتفكيك العبوة.
"وفي واقعة أخرى كان رجل يحمل عبوة خطيرة جدا من السيدة زينب لمنطقة أخرى، وتوجه لبيعها إلى صاحب مخزن خردة بدعوى أنها قطعة حديد، عندما وضعها المشتري على "الخراط" اكتشف أنها قنبلة، واستعان بضابط من المنطقة، وتم الإبلاغ فورا، ونجحت قوات الحماية المدنية في تفكيكها.
ومن أبرز المواقف الكوميدية التي يتعرض لها خبراء المفرقعات في موقع التفكيك تكون بسبب "الصحفيين"، حيث تردنا عشرات المكالمات التي تبحث عن السبق قبل تفكيك القنبلة دون تقدير لخطورة الموقف، فتنهال المكالمات التي تسأل عن أعداد الضحايا، بل نجد أحيانا أحد المصورين ينفذ بطريقة أو بأخرى ويخترق الطوق الأمني ويبدأ في تصوير لحظة تفكيك العبوة، وهذا حدث معي بالفعل، فإذا بي ألتفت لاصطدم به فانفجرت العبوة وقتلت شخصا وأصابتني، نتيجة التشتيت، وكان ذلك في قنبلة الاتحادية.
وأناشد، الصحفيين ونقابتهم، عقد ندوة تتولى فيها توعية الصحفيين بكيفية التحرك في مسرح الجريمة، وإدارة المسرح، وكيفية مخاطبة المسئول واستخلاص الخبر في هذه اللحظات الحرجة جدا، ويبصر المصور الصحفي بكيفية حماية نفسه وحماية رجل المفرقعات في تلك اللحظة.
- ما وظيفة البدلة.. حماية الخبير من الموت أم حماية جسمه من التحول لأشلاء؟!
لا، بل هي واقية من أخطار الشظايا، تقلل موجة الضغط القادمة بدلا من 10 بار مثلا إلى نصف بار ، فتكسر ضلعين مثلا بدل أن تقل الخبير تماما أو بدلا من تحطم جسمه بالكامل، فعلى سبيل المثال على مسافة 60 سنتيمتر لو كنا أمام ربع كيلو مفرقعات انفجر فلا يتأثر الخبير المرتدي للبدلة، والنصف كيلوا قد يحدث بعض الرضوض في الجسم، ولو ابتعد متر كامل فلا تحدث أثرا، ولكل مقام مقال و لكل حال مقتضاه.
- كيف تعرف كمية المتفجرات داخل العبوة؟
هنا يتوقف على نوع المادة الفعالة فيها، وهو "مجهول"، و الإرهابي يتحدانا دائما، نحسبها دائما على أساس مادةtnt شديدة الإنفجار، ننظر إلى العبوة من بعيد ومن حجمها نحدد حجم تقديري لكمية المتفجرات، وعلى هذا الاساس نحدد المسافة التي يجب أن تفصل بين العبوة و بين خبير المفرقعات أثناء التفكيك
- ما القدرة التحملية للبدلة؟
البدلة تتحمل 5 كيلو مفرقعات tnt على 3 متر.
-هل أصبحت هناك احترافية في تصنيع المتفجرات من عام مضى؟
خبرة التعامل مع العبوات الناسفة في الفترة الأخيرة أثبتت أنهم باتوا يستخدمون مواد شديدة الانفجار، وأصبحوا أكثر احترافية من عام مضى، ودائما ما يسعى العقل الإرهابي لمعرفة الجديد لدينا في مواجهة العبوات الناسفة، فيخترع له ما يقاومني به، و يستعين بعناصر درست في كليات العلوم والطب وصيدلة وطبيب كل العلماء اللذين يمكن أن يستفيد بهم في هذا المجال.
- عندما تجد الطرف الإرهابي على قدر عال من الإبداع، ألا يثبط هذا من همة رجال المفرقعات
بل يعطيني إصرار و يزيدني تحدي، ومن لا يتمتع بهذه الروح فلا مكان له في إدارة المفرقعات.
- الألعاب النارية والبومب والصواريخ.. متى تختفي؟
أدرجت بالفعل في جدول المفرقعات ممنوع استيرادها و القبض فورا على من يثبت تصنيعه لها محليا، و يحاكم بالحبس من 7 إلى 15 سنة، إلا إذا كانت تستخدم لغرض إرهابي، فتتم المحاكمة وفقا لقوانين الإرهاب.
- لكنها مازالت متوفرة بيد الأطفال؟
المخدرات مازالت منتشرة، والحرامية والمتحرشين مازالوا كذلك، مثل هذه الظواهر لا تختفي ونحن نعمل على علاجهها.
- ما الخطر اللذي تحدثه الصواريخ والبومب؟
"صاروخين" أو ثلاثة من تلك التي لا تتجاوز أسعارها الجنيه و الجنيه و نصف قادرة على بتر يد شخص، وصاروخ واحد يكفي لخلع عين طفل، ومن الوارد أن تحدث له نزيفا حتى الموت إذا كان في مكان وحده دون أن يشعر به أحد، ولا يشترط مسافة معينة تفصل بين الصاروخ و المصاب.
وأذكر أحد الزملاء كان يقوم بتفريغ حرز البومب – لعب الأطفال- سقطت منه أرضا وانفجرت وقطعت كف يده.
- كيف تواجهون هذه المصائب؟
جهود الوزارة منعت وجود ال tnt ، وهي المادة شديدة الإنفجار، والألعاب المفرقعة، أصبح الإرهابيون الآن يلجأون ل"البومب" و صواريخ الأطفال و يجمعون المواد المفرقعة منها ويكبسونها و يعالجونها بشكل معين، نتيجة التضييق عليهم في مصادر التفجير التي تصنع بها القنابل شديدة الإنفجار.
- وكيف يحصلون عليها إذا كان الاستيراد قد تم منعه؟
يصنعونها محليا، إلى جانب ما تبقى من المستورد، فضلا عن الاستيراد غير الشرعي، اللذي يدخل بصورة غير قانونية .
- وماذا عن منع المسامير والباردود والمكونات هذه من السوق؟
مستحيل، لأنها موجودة وتستخدم في احتياجات يومية.
- ما معدل البلاغات اليومية التي تتلقونها
شهريا حوالي 500 بلاغ بين سلبي و إيجابي و هيكلي، معظم العبوات تكون في أكياس بلاستيكية أو شنطة الظهر أوالشنطة السمسونايت، والهاند باك أو"كرتونة".
- هل أصبحت هناك عبوات معلقة على الشجر والنخل؟
هي قليلة لكن وجدت في محافظات أخرى مؤخرا على ارتفاع متر و متر و 20، و هدفها الاستفادة من موجة الانفجار لإسقاط أهداف مرتفعة، و أبراج الكهرباء تحديدا قد تستهدف بهذه الطريقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.