يتيح لنا يوم المرأة العالمي فرصة الاحتفال بإنجازات النساء، والتفكير بالقضايا الشائكة التي ما زلت تواجهنا. و هو يوم عالمي تمّ إقراره للاعتراف بنضالات النساء في جميع أنحاء العالم، اللواتي طالبن بتحسين أوضاعهن في العمل وناضلن ولا زلن من أجل إقرار المساواة الفعلية بين الجنسين. كما شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال العامين الماضيين تغيراً هائلاً، وفي صميمه كانت مطالبة شعوب المنطقة بنيل كرامتهم وأن تكون أصواتهم مسموعة لدى صناع القرار، وأن تتوافر لهم الوظائف وينالوا الحقوق والفرص المتساوية. وأيضاً لعبت النساء دوراً رئيساً إلي جانب الرجال في المطالبة بالتغيير السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي، بدأً من ميدان التحرير إلى تونس وطرابلس. ومن هنا يأتي السؤال متى و لماذا بدأ الاحتفال بيوم للمرأة؟ -8 مارس 1857 : خرجت عاملات النسيج في الولاياتالأمريكية في مظاهرات ضخمة يوم 8 مارس للمطالبة بتحسين أوضاعهن المهنية، وقد أطلق على هذه المظاهرات "يوم المرأة" وتكرر الاحتفال بهذا اليوم. - 8 مارس 1908: عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك لكنهن حملن هذه المرة قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار "خبز وورود". طالبت المسيرة، هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع. - 8 مارس 1909 : خرجت عاملات النسيج من جديد للمطالبة بإنصافهن وانضمت اليهن نساء من طبقات اجتماعية مختلفة وطالبن بحقوق سياسية للنساء. ووفقا لإعلان الحزب الاشتراكي الأمريكي، تم الاحتفال بأول يوم وطني للمرأة في كامل الولاياتالمتحدة في 28 فيفري، وظلت المرأة تحتفل بهذا اليوم كل آخر يوم أحد من ذلك الشهر حتى عام 1913. - 1910: خلال المؤتمر النسائي العالمي الذي عقد في كوبنهاجن بالدنمارك، طالبت الناشطة الشيوعية كلارا تسيتكين Zetkin Clara ، باستلهام التجربة الأمريكية وتخصيص يوم عالمي للاحتفال بالمر أة تقديرا لنضالاتها. - 1911: تمّ الاحتفال بيوم المرأة العالمي في كل من الدنمارك وألمانيا والنمسا وسويسرا وفي العام الموالي (أي 1912) انضمت بلدان عديدة إلى الاحتفالات بعيد المرأة في تواريخ مختلفة. - 1913 - 1914: احتفلت المرأة الروسية بيوم المرأة الدولي لأول مرة في آخر يوم أحد من شهر فيفري 1913، وكان ذلك، كجزء من حركة السلام التي أخذت في الظهور عشية الحرب العالمية الأولى. وخلال هذه الفترة، نظمت المرأة في 8 مارس في الأماكن الأخرى من أوروبا تجمعات حاشدة للاحتجاج ضد الحرب أو للتعبير عن التضامن مع أخواتهن. - 1917: أمام الخسائر التي تكبدّها الجيش الروسي في الحرب، والتي بلغت مليوني جندي، حددت المرأة الروسية من جديد آخر يوم أحد في شهر فيفري، لتنظيم الإضراب من أجل "الخبز والسلام". وعارض الزعماء السياسيون موعد الإضراب، غير أن ذلك لم يثن النساء عن المضي في إضرابهن. - 1945: اعتمد مؤتمر الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي المنعقد في باريس مقترح تخصيص يوم عالمي للمرأة - 1977: (أي بعد عامين من صدور الاتفاقية الدولية للقضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة المعروفة باتفاقية السيداو)، تبنت الجمعية العمومية للأمم المتحدة قرارا يدعو الدول إلى تخصيص يوم 8 مارس يوما للاحتفال بحقوق المرأة والسلام الدولي. ومنذ تلك السنوات الأولى، أخذ يوم المرأة الدولي بعدا عالميا جديدا بالنسبة للمرأة في البلدان المتقدمة النمو والبلدان النامية على حد سواء. وساعدت الحركة النسائية الدولية المتنامية، التي عززتها أربعة مؤتمرات عالمية عقدتها الأممالمتحدة بشأن المرأة، على جعل الاحتفال فرصة لحشد الجهود المتضافرة للمطالبة بحقوق المرأة ومشاركتها في العملية السياسية والاقتصادية.