اكد المهندس حسين الصعوب مدير عام شركة (الجسر العربي للملاحة) على أن صناعة النقل البحري لم تلق الأهمية الكافية في العالم العربي رغم أهميتها للأمن القومي لأية دولة، داعيا إلى ضرورة الاهتمام بتنمية وتطوير هذه الصناعة لما لها من فوائد كبيرة. جاء ذلك في تصريح أدلى به الصعوب لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان على هامش المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزيرة النقل الأردنية الأربعاء الماضي للاعلان عن الملتقى البحري العربي الأول الذي تستضيفه المملكة يومي 24 و25 فبراير الجاري تحت رعاية رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور. وقال الصعوب "إن صناعة النقل البحري مهمة للأمن القومي لأية دولة في العالم"..مشيرا إلى أن الدول الأوروبية والعظمى تعطي هذه الصناعة أهمية كافية وتدعمها بشكل مباشر وغير مباشر حيث تنقل الأساطيل البحرية العالمية حوالي 90% من التجارة على مستوى العالم بينما المنقول من التجارة البينية العربية عبر الأسطول العربي يبلغ حوالي 5%. وأضاف "من يملك أسطوله يملك إرادته لذا يجب علينا أن نفهم وبشكل حقيقي وأساسي ماذا يعني أن يكون لنا أسطول عربي يمتلك زمام المبادرة"..متسائلا إذا واجهت المنطقة حروبا من سينقل هذه التجارة العربية ؟ أما آن الأوان لزيادة الاستثمار في الأساطيل العربية وفي الأكاديميات لتخريج مزيد من الكفاءات وضرورة التركيز على هذا الموضوع المهم والحساس في الاقتصاد ؟"..مشيرا في هذا الصدد إلى أن الأسطول التجاري العالمي في الحربين العالمية الأولى والثانية تحول لخدمة دوله في الحروب وبدأت البواخر التجارية تنقل كل ما يمكن نقله. ونوه الصعوب ، في هذا الصدد ، بأن شركة (الجسر العربي للملاحة) لديها قاعدة حقيقية فهي تملك بواخر وتستثمر في إدارة البواخر وتستثمر في الاكاديمية..داعيا إلى ضرورة الانطلاق إلى الأمام وتوسيع هذه القاعدة في العالم العربي. وعن الملتقى البحري العربي..نوه مدير عام شركة (الجسر العربي للملاحة) بأن العديد من صناع القرار سيكونون مشاركين فيه ومنهم وزراء النقل ومدراء الموانيء والشركات البحرية للتباحث في أهمية هذه الصناعة، مؤكدا في الوقت ذاته على أهمية التوصل لاستراتيجية بعيدة المدى للارتقاء بهذه الصناعة في المستقبل والخروج بتوصيات حقيقية. ودعا الصعوب في هذا الإطار إلى ضرورة تأسيس أكاديميات عربية ودفع وتعزيز الموجود منها سواء في مصر أو الأردن أو في ا لعالم العربي ، وأن يكون هناك مزيد من الاستثمار في الكادر البشري ، وتنمية الأساطيل العربية. وحول الأرباح التي حققتها (الجسر العربي للملاحة) خلال العام الماضي في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة..أجاب الصعوب "إنه على الرغم من التداعيات الموجودة في المنطقة والالتهاب الحاصل في سيناء ووجود داعش في ليبيا والعراق وسوريا وتراجع السوق الرئيسي ، إلا أن الشركة حققت أرباحا بسيطة ومع ذلك لا توجد أية خسائر"..مشيرا إلى أن الشركة حققت في العام 2013 أرباحا بلغت 4 ملايين دولار أمريكي. وشدد على أن الاستقرار هو الذي يدفع إلى زيادة معدلات الاستثمار، مستشهدا في هذا الإطار بحجم استثمارات السعودية في العام الماضي والتي بلغت 200 مليون دولار مقابل 700 مليون دولار في 2013. وقال "رغم كل هذه التحديات إلا أننا نحاول جاهدين في الشركة إخراج بواخرنا إلى أوروبا للابقاء على هذا الأسطول الكبير".. منوها بأن شركة (الجسر العربي)، الذي يمر 30 عاما على تأسيسها في نوفمبر 2015 ، تعد الأفضل في مجال التشاركات العربية وتعتبر أبهى صورة للتعاون العربي المشترك..مؤكدا على أن قرار إنشائها لم يكن سياسيا وإنما هو قرار اقتصادي بامتيار لربط المشرق بالمغرب العربي حيث تقوم بدور كبير في تعزيز التكامل العربي وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأشار الصعوب إلى أن الشركة تمتلك أسطولا حديثا عمره 9 سنوات ويضم 7 وحدات بحرية بينما الأسطول العالمي عمره 22 عاما علاوة على المهنية العالية التي يمتع بها الكادر وهو ما يجعلها الأفضل. جدير بالذكر أن شركة (الجسر العربي للملاحة) هي نتاج الاتفاق المتميز بين حكومات مصر، الأردن ، والعراق .. وقد تم تأسيسها في نوفمبر 1985 برأسمال مدفوع قدره (6) ملايين دولار أمريكي مقسمة بالتساوي بين الدول الثلاث المؤسسة..وقد تمت زيادة رأس المال عدة مرات ليصبح 30 مليونا عام 2006 .. ثم 40 مليونا في 2007 ..وفي العام 2008 أصبح 59 مليونا ..وفي عام 2009 بلغ 66 مليونا ..وفي عام 2013 تمت زيادة رأس المال من الأرباح ليصل إلى 100 مليون دولار أمريكي.