قالت الدكتورة إلهام شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث رحمة للعالمين وشفيعاً لهم يوم القيامة، مستنكرة مقولة تنظيم داعش الإرهابي: «والصلاة والسلام على من بعث بالسيف رحمة للعالمين» أثناء إعدامه 21 مصريًا من المقيمن في ليبيا. وأضافت شاهين في تصريح ل«صدى البلد»، أن الإسلام لم يجبر أحدًا على اعتناقه، مستشهدة بقول الله تعالى:«وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ»، مؤكدة أن الله عز وجل لو كان لا يريد الكافرين ما خلقهم أصلاً وما منحهم الشمس والهواء، مشيرة إلى أن نعم الله يمنحها للمسلم وغير المسلم. وأكدت أستاذ العقيدة أن الإسلام أمرنا بالتعايش مع غير المسلمين مستشهدة بقول الله تعالى على لسان رسوله: «لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ»، منوهة بأن الدين الحنيف أباح لنا الزواج من غير المسلمات، مشددة على أنه يجب علينا أن نعامل غير المسلمين بالقوانين دون قتل. وأشارت إلى مقولة النبي "إنّ لهم أي لغير المسلمين ما لنا (أي للمسلمين) وعليهم ما علينا". أي لهم مالنا من حقوق وعلينا من واجبات ومن يخالفها من الطرفين يطبق عليه القانون. وكشفت"شاهين" أن الواجبات علينا تجاه غير المسلمين هي الالتزام بقوانين الدولة واحترام الآخر وحرمة الدماء والدفاع عن الأعراض، مشيرة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش معه في المدينة الكثير من اليهود وكان بينهم مُعاهدات، منوهة بأن الرسول لم يحاربهم إلا بعدما خانوه واعتدوا على المسلمين. ولفتت شاهين، إلى أن الجهاد شرع في الإسلام ضرورة لا غاية؛ وذلك لرد الظلم والقهر، وحماية الحق، وحراسة الفضيلة، ولم يشرع لسفك الدماء ونهب الأموال وسلبها، ولا لإجبار الناس على اعتناقه، ولا لعقاب الكافرين على كفرهم، ولو كان الأمر كذلك لما عقد النبي (صلى الله عليه وسلم) وصحابته من بعده معاهدات الصلح مع غير المسلمين، وما تركوهم على عقائدهم في أرضهم سالمين.