استضافت الجامعة العربية اليوم، السبت، أعمال المؤتمر الدولي للمرأة تحت عنوان "سيدات شركاء النجاح" الذي تنظمه جمعية سيدات مصر 21، بالتعاون مع الجامعة العربية وتحت رعاية وزارة الاستثمار والتعاون الدولي في مصر، بحضور وزير الاستثمار الدكتور أشرف سالمان ومساعد وزير الداخلية لشئون قطاع حقوق الإنسان أبو بكر عبد الكريم ولفيف من سيدات الأعمال من مصر والدول العربية والأجنبية. وأكد وزير الاستثمار أهمية هذا المؤتمر، والذي يعزز من الدور الاقتصادي للمرأة باعتبارها شريكا أساسيا في العملية الاقتصادية والتنموية، كما يشكل خطوة فاعلة في اتجاه الجهود الرامية لإنجاح المؤتمر الاقتصادي الدولي المرتقب في شرم الشيخ مارس المقبل. واستعرض سالمان جهود الإصلاح الاقتصادي والبرامج الرامية لزيادة نمو التنمية والاستثمار في مصر، موضحا أن خطة الإصلاح الاقتصادي الحالية ترتكز على ثلاثة محاور أساسية، أولها الإصلاح الهيكلي الذي يستهدف تخفيض العجز في الموازنة العامة للدولة 2014-2015، ليصل من 12.5 بالمائة إلى 10 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، حيث بدأت الدولة تعتمد على المصداقية الكبيرة لرئيس الجمهورية لدى الشعب وبدأت الحكومة في اتخاذ قرارات جريئة بتخفيض الدعم على المحروقات الذي وفر 45 مليار جنيه في الموازنة الحالية. وقال إن المحور الثاني يتعلق بالإصلاح الضريبي وتنفيذ مشروعات تنموية تحفيزية يشارك فيها القطاع الخاص فيها بنسبة كبيرة تصل إلى 75 بالمائة، مؤكدا أن قيمة هذه المشروعات التحفيزية تصل إلى 415 مليار جنيه في الموازنة الحالية منها 58 مليار جنيه من تلك الموازنة و10 مليارات دولار "75 مليار جنيه مصري" استثمارات أجنبية مباشرة يجب اجتذابها في تلك الفترة، أما باقي المبلغ فهو للقطاع الخاص، أما المحور الثالث للاصلاح فهو الخاص بالجانب التشريعي، موضحا أن البيئة التشريعية الحالية غير جاذبة. وأضاف وزير الاستثمار أن هناك 64 ألف قانون وقرار ولائحة تنفيذية لتنظيم العمل الاستثماري، وقد بدأت الدولة في إدخال التشريعات والحوافز المناسبة لتهيئة المناخ لجذب الاستثمارات، وهو ما ستظهر نتائجه خلال المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ مارس المقبل. وتوقع سالمان أن تسهم خطة الإصلاح الاقتصادي في نهاية السنوات الأربع من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي في تخفيض الفقر إلى أقل من 20 بالمائة والبطالة إلى 9 بالمائة، وأن تصل نسبة النمو إلى 7 بالمائة. من جانبها، أكدت السيدة إيناس مكاوي، مدير إدارة المرأة والأسرة والطفولة، أن هذا المؤتمر يأتي في إطار الأنشطة والبرامج التي تقوم بها الجامعة العربية للاحتفال بيوم المرأة العربية الذي يوافق الأول من فبراير، والعمل على دعم الجهود الحكومية والخاصة لتمكين المرأة اقتصاديا وإنشاء آلية إقليمية إتاحة الفرصة امام المرأة العربية لهذا التمكين من خلال المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر. وقالت مكاوي إن هذا المؤتمر الهام يأتي متواكبا مع انعقاد أعمال اللجنة العربية المعنية بالمرأة، وكذلك المؤتمر الإقليمي الوزاري رفيع المستوى الخاص بتقييم التقدم المحرز في تنفيذ إعلان ومنهتج عمل بيجين بعد 20 عاما، وهذا المؤتمر الهام الذي أطلق التقرير الإقليمي الذي سيتم اعتماده في الأممالمتحدة مارس المقبل ومن ثم رفعه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ضمن تقرير أمينها العام بان كي مون. وأكدت أهمية مساهمة الشركات وأصحاب الأعمال لإتاحة فرص العمل ومساندة مشروعات للنساء في عدة مناطق، مشددة على اهتمام الجامعة العربية بتمكين النساء في المجتمع والاستفادة من التجارب الوطنية وتبادل الخبرات فيها. كما أكدت دعم الجامعة لجهود التنمية التي تقوم بها مصر نحو التمكين الاقتصادي للمرأة والقضاء على البطالة والتوسع في المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر. وبدوره، أكد مساعد وزير الداخلية المصري رئيس قطاع حقوق الإنسان أبو بكر عبد الكريم على الدور الهام للمرأة في تحقيق التنمية المجتمعية، منوها إلى النجاحات التي حققتها في المجالات التنموية المختلفة. وقال عبد الكريم إن المؤتمر يناقش اليوم قضايا المرأة ذات البعد الاجتماعي والتنموي والاستثماري، وهو يتواكب مع الاعدادات الجارية لمؤتمر مصر الاقتصادي الدولي المقرر في شرم الشيخ الشهر المقبل. ولفت إلى الدور الذي تضطلع به الشرطة المصرية من أجل توفير الأمن واستعادة الاستقرار في ربوع البلاد، معتبرا أن المرأة أيضا تشكل جزءا من هذه المنظومة الأمنية. وأكد أنه في ظل تنامي الوعي الأمني لدى الجميع، بدأ الإرهاب يتراجع وينحسر بشكل كبير مع تزايد الظهير الشعبي، وفي ظل الإصرار على ملاحقة العناصر الإرهابية والعمل على تجفيف منابع الإرهاب. من جهتها، قالت الدكتورة يمنى الشريدي، رئيس جمعية سيدات أعمال مصر 21، إن المؤتمر يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية وهى إيجاد الفرص في وقت الأزمات الاقتصادية والمحور الثاني الطرق غير التقليدية لتنمية العمل الخاص فى مجالات الصناعات والمشروعات المتوسطة والصغيرة والمحور الثالث المرأة الرائدة كقوة مؤثرة فى صناعة القرارات والسياسات. وأضافت الشريدى أنه بلغ عدد المشاركين في المؤتمر أكثر من 150 سيدة من أهم المستثمرات المصريين والعرب والأجانب، من 16 دولة حول العالم (الجزائر، قبرص، مصر، فرنسا، ألمانيا، اليونان، هولندا، الأردن، كينيا، لبنان، ليبيا، هولندا، جنوب أفريقيا، تونس، المملكة المتحدة، الولاياتالمتحدةالأمريكية، والسويد). ومن جانبها، قالت نور الزينى، عضو جمعية سيدات أعمال مصر 21، إنه سيتم تقديم عرض مرئى عن وضع المرأة فى مصر وسبل تمكينها اقتصاديا، كما أكدت أن عددا كبيرا من أجهزة الدولة والوزارات المختلفة أبدت اهتماما كبيرا بهذا المؤتمر، خاصة أنه يأتى قبيل انعقاد المؤتمر الاقتصادى في شرم الشيخ. وأكدت الزيني على الدور الهام الذى تلعبه سيدات الأعمال ومحاوله تفعيل دور المرأة اقتصاديا واجتماعيا في المجتمع وتفعيل دورها ومشاركتها وتأثيرها في الحياة الاقتصادية، والذي سينعكس بالتالي على تدعيم الاقتصاد المصري وتبني مشروعات صناعية وقومية لخدمة الوطن تلبية لدعوة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي بضرورة العمل وفتح الأبواب لجذب مزيد من الاستثمارات لبناء الاقتصاد الوطني والتأكيد على عودة الاستقرار والأمن داخل ربوع الوطن. ومن المقرر أن يستكمل المؤتمر أعماله حتى الأربعاء المقبل في مدينتي الأقصر وأسوان، حيث يتضمن فعاليات لتشجيع السياحة والاستثمار. يشار إلى أن جمعية سيدات أعمال مصر 21 هى جمعية أهلية تم إنشاؤها عام 1999 وتهدف إلى رفع مساهمة المرأة فى التنمية الاقتصادية، وذلك من خلال التوجيه الأمثل للطاقة الإنتاجية لسيدات الأعمال وتبنى البرامج ذات الفائدة الممتدة وتسعى الجمعية فى نشاطها إلى تحقيق التنمية والتطور المتواصل للمرأة فى مجالات عملها المختلفة.