أكدت دار الإفتاء أن "الدين الإسلامي الحنيف هو دين المودة والرحمة والترابط والتواصل والمواساة لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، ووعد (صلى الله عليه وسلم) المعزي بثواب عظيم، فقال في حديثه الشريف "من عزى مصابا فله مثل أجره" رواه الترمذي. وقال صلوات الله عليه "ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة". وقالت دار الإفتاء إن "إقامة المآتم والسرادقات لقبول العزاء من العادات التي جري بها العرف بما لا يخالف الشرع الشريف، بل هى في حقيقتها وسيلة تساعد على تنفيذ الأمر الشرعي بتعزية المصاب، ومن المقرر شرعا أن الوسائل تأخذ أحكام المقاصد، فإذا ما تمت هذه السرادقات بطريقة لا إسراف فيها ولا مباهاة ولا تفاخر وكان القصد منها استيعاب أعداد المعزين، ونفس الشيء ينطبق على إحضار القراء لقراءة القرآن هو في أصله جائز ولا شيء فيه وأجر القارئ جائز ولا شيء فيه لأنه احتباس وليس أجرا على قراءة القرآن لان الأجرة لتفريغ نفسه للقراءة وانشغاله بها عن مصالحه ومعيشته". وأضافت: "إذا كان ذلك من أجل المباهاة والتفاخر فهو إسراف حرام شرعا، وتشتد الحرمة إذا كان قد حمل القصر من أهل الميت نصيبا في ذلك، وعليه فإن إقامة السرادقات وإحضار القراء لقراءة القرآن من الأمور المباحة في أصلها ما لم يقترن بها إسراف أو مباهاة أو تفاخر أو أكل أموال الناس بالباطل".