رئيس أكاديمية البحث العلمى: رجال الأعمال لن يمانعوا فى الاستثمار فى العلم ولكن يجب أن نشجعهم رئيس جامعة القاهرة الأسبق يطالب بالسماح للجامعات بتأسيس شركات للاستثمار فى البحث العلمى هدى حافظ: الاهتمام بالبحث العلمى تحسن كثيرا خلال ال 5 سنوات الماضية الجميعى: نحتاج لاستراتجية حديثة لربط البحث العلمى بالصناعة يحيى بهى: حالة البحث العلمي في مصر خلال السنوات الأخيرة أفضل بكثير مروة عدلى: "التمويل" هو التحدي الأكبر الذي يواجهه البحث العلمي في مصر "البحث العلمى" قاطرة النمو فى دول العالم المتقدمة، ولا يمكن لأمة ان يعلو شأنها بدون الاهتمام بالبحث العلمى والتكنولوجيا الحديثة، ولذلك بدأ الاهتمام يزداد بالبحث العلمى فى مصر فى السنوات الماضية، كما أعلن الرئيس اول أمس عن إطلاق مبادرة قومية للبحث العلمى فى البلاد. لذا يرصد "صدى البلد" آراء عدد من العلماء فى وضع البحث العلمى فى مصر خلال الفترة الماضية، وأبرز المشاكل التى تواجهه، حيث أكد الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، انه على قدر ما يستثمر فى البحث العلمى على قدر ما نتوقع من عائد، فالبحث العلمى فى الفترات السابقة كان مهمشا، حيث كانت هناك ميزانية رمزية. وأشار صقر، لا ننكر أنه فى الخمس سنوات الأخيرة تحسن دخل البحث العلمى وأصبح لدينا عائدا قويا من البحث العلمى، خاصة فى البحث العلمى الزراعى، حيث إن الإنتاجية للأراضى الزراعية فى مصر من أعلى ما يمكن، وذلك من خلال البحث العلمى، ولكن لن نشعر بتلك الجهود حتى نصل لمرحلة الاكتفاء الذاتى من الغذاء أو نصل إلى مستوى عال من الصناعة. وحول الاستثمار فى البحث العلمى، قال صقر إن لديه إحساس أن رجال الأعمال لن يمانعوا فى المساعدة، ولكن يحتاجون أن يروا منا ما يشجعهم فى البحث العلمى، الى جانب ضرورة العمل على ربط الأبحاث بالصناعة للوصول الى عائد مضاف على المجتمع المصرى. وأكد الدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة الأسبق، أن وضع البحث العلمى فى مصر ليس مثاليا، حيث إن لدينا أبحاثا دولية جيدة ولكن ينقصنا تنفيذها وتحويلها إلى مرحلة التنفيذ، مشيرا إلى أن الغرب تغلب على تلك المشكلة عن طريق تأسيس الجامعات الكبيرة لشركات تحت رئاسة ومسئولية العلماء لتسويق منتجاتهم حيث تدر تلك الشركات 3 مليارات دولار سنويا بجامعة هارفرد. وطالب رئيس جامعة القاهرة الأسبق، بتعديل بعض القوانين حتى يتم السماح للجامعات بتأسيس شركات ولتشجيع الاستثمار فى البحث العلمى لتحويل الابتكارات والأبحاث إلى واقع ملموس. فيما قالت الدكتورة هدى سعيد حافظ استاذ مساعد بمعهد الدراسات والبحوث البيئية إن الاهتمام بالبحث العلمى تحسن كثيرا خلال ال 5 سنوات الماضية حيث اصبح هناك منح وجوائز كبيرة لشباب الباحثين على عكس ما كان يحدث فى السابق، حيث كانت المنح والجوائز العلمية مقتصرة على شيوخ وكبار العلماء مما سبب الإحباط داخل نفوس شباب الباحثين وجعلهم يسلكون طريق الهجرة للاستفادة من علمهم فى الخارج. ومن جانبه قال الدكتور جلال الدين حمزة الجميعى الأستاذ المتفرغ بكلية العلوم جامعة حلوان ان المشكلة الحقيقة التى تواجهنا فيما يخص البحث العلمى فى مصر تكمن فى الآلية التى نستطيع بها تطوير الأبحاث لتصبح قيمة مضافة للاقتصاد المصرى، وذلك من خلال استراتجية حديثة متطورة". وأكد الجميعى، أن زيادة المنح التى أعلن عنها الرئيس سينتج عنها وجود جيل من شباب الباحثين يمثلون قيادات علمية فى المستقبل القريب. وعن العقبات التي تواجه البحث العلمي في مصر، قالت الدكتور نازك عبد اللطيف محمد الجندي، الأستاذ بكلية الصيدلة جامعة الإسكندرية إن مصر يتواجد بها أجهزة بحثية كثيرة وربما لا تتواجد في دول اخري، لكن الأزمة في كون تلك الأجهزة غالية الثمن مكررة وهذا يعتبر إهدارا للأموال، لافتة إلى ضرورة إجراء بحث عن تلك الأجهزة لمعرفة أماكن تواجدها والتصرف فيما هو زائد عن الحاجة منها. أما الازمة الثانية فتتمثل في انعدام التخطيط وتحديد الاهداف بالنسبة للعمل البحث لافتة إلى ضرورة تحديد قضية معينة مثل الصحة مثلا لبحث أزماتها في الجامعات ومراكز البحث العلمي للتوصل لحلول لها. وأضاف الدكتور يحيى أحمد بهى، نائب رئيس الجامعة البريطانية لشئون البحوث، على ان حالة البحث العلمي في مصر خلال السنوات الأخيرة أفضل بكثير بسبب توفر الإمكانيات والتمويل اللازم له من ميزانية الدولة ومن الاتحاد الاوروبي، مما يؤكد وجود مؤشرات على وجود كوادر في هذا الاتجاه. وأكدت الدكتورة مروة عدلي محمد صالح، المدرس بكلية الطب بجامعة القاهرة، أن "التمويل" هو التحدي الأكبر الذي يواجهه البحث العلمي في مصر، لافتة إلى أنه مازال يحتاج للزيادة في ميزانيته.