أنهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عملية توزيع بذور وأدوات زراعية لما يقارب 15000 شخص في محيط أقوك، وهي قرية تقع في الجزء الجنوبي من منطقة أبيي المتنازع عليها، نزحوا بسبب القتال في مايو 2011 وتوفر اللجنة الدولية المساعدات للمجتمعات المضيفة ما يضمن لها محاصيل ملائمة. واضطرت الآلاف من العائلات منذ اندلاع المواجهات العام الماضي في أبيي، وهي منطقة حدودية متنازع عليها بين السودان وجنوبه، إلى الفرار تاركة خلفها منازلها وممتلكاتها وانتهى الأمر بالعديد من هذه العائلات في قرى نائية في شمال مدينة أقوك حيث استقبلتهم المجتمعات المحلية ولا يزال يتعين على أغلبية هذه العائلات العودة إلى منازلها. وقالت رئيسة البعثة الفرعية للجنة الدولية في واو "كاتيا دو كوكولير" إن "العائلات تركت كل شيء وراءها لدى فرارها العام الماضي بما في ذلك محاصيلها التي تشكل المصدر الرئيسي لكسب العيش وحمّل وصولها المجتمعات المضيفة التي تعاني أساساً من محدودية مواردها الغذائية أعباءً إضافية ومن المتوقع أن تعيد المساعدات التي نوزعها والتي تسبق موسم الزراعة مستوى من الاكتفاء الذاتي لهذه العائلات التي يمكنها الآن إنتاج المواد الغذائية لاستهلاكها أو بيعها فهذه العائلات لا يمكنها أن تتحمل خسارة محصول آخر". وأضافت اْن بعض العائلات تخاف العودة إلى منازلها وأراضيها بسبب وجود الألغام الأرضية. وتم توزيع المساعدات على العائلات القادرة جزئياً على الوصول إلى أراضيها بين 12 مارس و4 أبريل. وتلقت كل عائلة مؤناً كالسمسم والفول السوداني وحبوب السرغوم وأدوات للحراثة وبعض المواد الغذائية لحماية البذور من الاستهلاك. وتعتبر قرية أبتوك الواقعة شمال أقوك إحدى القرى التي توفر اللجنة الدولية فيها المساعدات حيث شهدت هذه القرية زيادة في عدد سكانها ضِعفين بسبب تدفق النازحين. ويستقبل سكان القرية النازحين في أفضل ظروف متاحة ويتقاسمون معهم القليل مما يمتلكونه. كانت المجتمعات المضيفة تضررت بدورها من الاشتباكات فقد فر الكثير من الناس من قراهم المعزولة في منطقة أبيي متوجهين جنوباً ما أدى إلى استحالة رش البذور في الوقت المناسب لموسم الزرع وجعلت الإمدادات الضئيلة من الصعب عليهم العودة إلى ديارهم واضطر الكثيرون إلى الاعتماد على صيد السمك للعيش وزاد تدفق النازحين من الضغط على الإمدادات الغذائية.