في أولى محطاته لاستعادة عرش الاليزية المفقود ، وبعد 30 شهرا من خسارته فى الانتخابات الرئاسية الفرنسية أمام الاشتراكي فرانسوا أولاند الرئيس الفرنسى الحالى ، والاستعداد لخوض الانتخابات الرئاسية المرتقبة فى 2017 ، فاز الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي امس فوزا مريحا على منافسيه برئاسة حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية اليمينية بغالبية 5ر64 في المائة من الأصوات. وعقب فوزه برئاسة الحزب نشر ساركوزي رسالة على صفحته على موقع التواصل الإجتماعي (الفيسبوك) أعرب فيها عن شعوره بالفخر لانتخابة لرئاسة ما وصفه "بالعائلة السياسية للحزب" ، وشكر أعضائه الذين قاموا بانتخابه ، معتبرا هذا أنه أفضل رد على عامين من الخلافات والانقسامات داخل الحزب . ويرى الكثير من المراقبين أنها خطة كبرى لاستعادة الرئاسة في 2017، من خلال تنظيم أكبر عودة في تاريخ السياسة الفرنسية، منذ عودة الرئيس الفرنسى الراحل تشارلز ديجول إلى السلطة فى عا1958 وجاء تصويت صوت اعضاء الحزب الالكتروني منذ مساء أمس الاول (الجمعة ) وحتى مساء أمس (السبت) ، ورغم شكوى الحزب بتعرضه لاختراق معلوماتى ، حدث بعد بدء الاقتراع بنصف ساعة فقط ، مما أدي الى تعطيل عملية التصويت لعدة ساعات مما اعاد كابوس اقتراع 2012 عندما وجهت اتهامات بالتزوير إلى الرئيس السابق للحزب جان فرنسوا كوبيه للانتخابات الحزبية. وجاء فوز ساركوزي برئاسة الحزب وسط هجوم من معارضيه ، حيث علقت المتحدثة باسم الحزب الاشتراكى على فوز ساركوزي انه لن يضيف شيء جديد لفرنسا ، بينما وصف المتحدث باسم الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة النتيجة بأنها "الفشل الذريع" لساركوزي ، إلى جانب اتهام البعض خاصة وزير الخارجية الأسبق آلان جوبيه لساركوزي انه سعي لترؤس الحزب ليس إلا لتغيير قواعد اللعبة. ورغم ذلك أظهر ساركوزي أنه لم يفقد شيئا من مثابرته، فقد أثار أيضا بمغالاته قلق المعتدلين في اليمين الذين يعتبرونه مكونا لا يمكن تجاوزه في الانتخابات التمهيدية المرتقبة في 2016 لاختيار المرشح الرئاسى، و أظهر ساركوزي أنه لا يتنكر من النهج اليميني الذي اعتمده أثناء حملة 2012 واعتبره منتقدوه مسئولا عن هزيمته في مواجهة فرانسوا اولاند. ولكى يضمن فوزا كاسحا فى الانتخابات ، حرص ساركوزى على استمالة الفرنسيين الضائقين فى هيمنة الاتحاد الأوروبى ، حيث صرح عشية الانتخابات الحزبية إن الاتحاد الأوروبى لم ينشأ ليتدخل في كل شيء ، مضيفا ان الاتحاد اسند لنفسه صلاحيات كثيرة، مؤكدا ان ميزانية فرنسا باتت تحت مجهر بروكسل حيث يقبع الاتحاد الاوروبى . وفى هذا الصدد هاجم ساركوزى السلطة التنفيذية في فرنسا ، متهما اياها بالقيام بعمل غير مسبوق لتقويض البلاد ، في الوقت الذي تتدهور فيه شعبية الرئيس اولاند مع ضعف الحزب الاشتراكي وحلفاؤه الخضر ما يهدد اليسار بالهزيمة من الدورة التمهيدية للانتخابات الرئاسية. اشتاق ساكوزى لقصر الاليزية الذى يظل يقطنة منذ عام 2007 وحتى عام 2012 ، بعد فوزه فى الانتخابات الفرنسية خلفا للرئيس جاك شيراك ، ثم خسر موقعة كرئيس لفرنسا في انتخابات مايو عام 2012 أمام فرانسوا اولاند ليكون أول رئيس فرنسي لا يفوز بفترة رئاسية ثانية منذ عام 1981 ، ثم تم اتهامه بتلقي تمويلا "غير مشروع " لحملته الانتخابية 2007-2012 ، إلى جانب اتهامها باستغلال النفوذ للاشتباه بسعيه للحصول من قاض على معلومات بشأن ملف قضائي يتعلق به ، لذلك تبقى استراتيجيته لاستعادة الحكم مهددة بملفات قضائية عدة.