أكد المتحدث الرسمي باسم حركة (فتح) أحمد عساف، وجود استهداف واضح للمسجد الأقصى المبارك حيث تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلية للسيطرة عليه، وإدعائها بأن لها آثارا تاريخية في هذه المنطقة، رغم عمليات الحفر التي استمرت عشرات السنوات التي لم تثبت أن لهم أي أثر أو وجود في هذه المنطقة. وقال عساف، لموفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط في مدينة رام الله بالضفة الغربية اليوم الثلاثاء،" إسرائيل عندما تدعي أن الأقصى، هو ما يسموه ب "جبل الهيكل المزعوم"، فإن هذا يعد خلطا للأمور، وعندما تدعي بأن القدس هي العاصمة، فهذا مجاف للواقع وللتاريخ وللدين". وأضاف " إن إسرائيل تهدف للسيطرة على المسجد الأقصى من خلال كل هذه الممارسات الممنهجة، واتباع سياسة تبادل الأدوار بين ما تقوم به حكومة الاحتلال من حصار لمدينة القدسالمحتلة وللمسجد الأقصى أو اقتحامات للمستوطنين ورجال الدين اليهود تحت حراسة قوات الجيش الإسرائيلي ، وبالطبع نحن ندرك حقيقة ما تريده إسرائيل من كل هذه الممارسات". وتابع عساف قائلا " لن نسمح لإسرائيل بتحقيق أهدافها في السيطرة على الأقصى مهما كان الثمن ؛ لأننا نعتبره جزءا من عقيدتنا الإسلامية، فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، كما يعد جزءا من ثوابتنا الوطنية حيث يوجد في القدسالشرقية عاصمة فلسطين، بالتالي لا توجد شرعية لكل ما تقوم به إسرائيل". وقال " سيأتي يوم وسيتم وقف كل هذه الممارسات من استيطان، محاولات للعزل، والقيود المفروضة على الأقصى". وأضاف " إننا صامدون وأهل القدس مرابطون في المسجد الأقصى للتصدي لكل هذه الممارسات ويدافعون عن الأقصى، ونتوقع من أشقائنا العرب وأمتنا الإسلامية أن يدافعوا عن الأقصى، الذي يعد جزءا من عقيدتهم الدينية..فهذا المكان المقدس لا يخص الفلسطينيين فقط ولكنه ملك كل العرب والمسلمين في العالم أجمع". وردا على سؤال حول دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لتهدئة الوضع في المسجد الأقصى وعدم وجود استجابة لهذا النداء، أجاب عساف " اعتدنا على هذه الأقوال من نتنياهو، كما اعتدنا أيضا للاستماع لمثل هذه التصريحات المنافية تماما لما يقوم به على الأرض، وبالتالي لا نستمع لأقواله". ولفت إلى أن " أفعال نتنياهو يشاهدها أهل القدس والعالم أجمع من خلال استمرار فرض الحصار وتقييد دخول المسلمين للمسجد الأقصى، والاعتقالات المتصاعدة واقتحامات الأقصى الذي كان آخرها أمس الاثنين، وبالتالي لا تزال المواقف في تصاعد.. مضيفا " هذه التصريحات والمواقف تجر المنطقة لصراع ديني ولا ندري إلى أين سيوصلنا، ومن أجل ذلك لا نثق في هذه التصريحات؛ لأننا يوميا نشاهد عكسها تماما على أرض الواقع". وبشأن الذكرى السنوية ال97 لوعد بلفور، أكد عساف أن بريطانيا ارتكبت جريمة بحق الشعب الفلسطيني، ومازالت آثارها ماثلة أمامنا..مطالبا إياها بتصحيحها من خلال موقف سياسي واضح يدعم الشعب الفلسطيني ويعترف بدولة فلسطين على حدود العام 1967 . وأشار إلى تصويت مجلس العموم (البرلمان) البريطاني بأغلبية كاسحة لصالح مذكرة تطالب الحكومة البريطانية بالاعتراف بفلسطين دولة مستقلة..متسائلا " لماذا لا تقوم الحكومة البريطانية للامتثال إلى رأي الشارع الذي عبر عنه ممثلو مجلس العموم، وتستمر في مجاملة الاحتلال الإسرائيلي". وبشأن إمكانية اعتراف دول أوروبية أخرى بحق الفلسطينيين، عقب اعتراف الحكومة السويدية الرسمي بدولة فلسطين، في 30 أكتوبر، وتصويت مجلس العموم البريطاني، قال المتحدث الرسمي باسم حركة (فتح)، هناك مؤشرات إيجابية من قبل فرنسا وكذلك يوجد حراك من قبل إسبانيا وعدد آخر من الدول الأوروبية. وأشار عساف إلى أن الجانب الفلسطيني في حراك سياسي دائم مع تلك الدول من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، الذي يخدم عملية السلام وينسجم مع اعتراف الجمعية العمومية للأمم المتحدة، في العام 2012 بدولة فلسطين وقبول عضويتها في المنظمة الدولية بصفة "دولة مراقبة". وأعرب عن توقعه، صدور قرارات شجاعة من الدول الأوروبية لإيصال رسالة أولا للشعب الفلسطيني بأن العالم يقف إلى جانبه لأنه على حق، وثانيا للاحتلال الإسرائيلي بأن العالم لن يدعمه..باعتباره" المنبع الرئيسي للإرهاب في العالم". وبشأن إحياء حركة (فتح) للذكرى العاشرة للرئيس ياسر عرفات، أكد عساف أن هذه ذكرى عزيزة على قلب كل فلسطيني وعربي وكل أحرار العالم..واصفا إياه بأنه "أبو الوطنية الفلسطينية" الذي أعاد إلى الشعب الفلسطيني هويته وكينونته، التي سعت إسرائيل والاستعمار إلى طمسها، كما أعاده إلى الخريطة السياسية والجغرافية. وأضاف" وبالتالي ستكون الاحتفالات لائقة بمكانة عرفات لإرسال رسالة حب ووفاء لهذا العملاق والزعيم، ورسالة أخرى لنؤكد بأننا ماضون على دربه وثوابته التي تمسك بها". وأشار عساف إلى تنظيم احتفالين في 11 نوفمبر الجاري في الساعة الحادية عشرة صباحا (بالتوقيت المحلي) أولهما في قطاع غزة بساحة "الكتيبة" والآخر في مدينة رام الله..معربا عن أمله في أن تسير الأمور على ما يرام بدون أية مشكلات. وقال إنه من المقرر أن يشارك أبناء الشعب الفلسطيني في احتفال مدينة رام الله الذي سيكون في مقر الرئاسة الفلسطينية (المقاطعة) لقربها من ضريح الرئيس الراحل والمكان الذي تم فيه محاصرته، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث سيلقي كلمة مهمة بهذه المناسبة، وسيتطرق أيضا إلى ما تمر به القضية الفلسطينية والمنطقة. وأضاف" ستنظم الحركة برنامجا ضخما بالتعاون مع مؤسسة عرفات من خلال مهرجانات في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وستكون احتفالات هذا العام مميزة في كل دولة في العالم يوجد بها جالية فلسطينية".