أعلن نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بشير آطالاي، إلغاء كافة الحفلات الموسيقية التي كان من المزمع تنظيمها بمناسبة الذكرى ال91 لتأسيس الجمهورية التركية بسبب محاصرة 18 عاملا في منجم الفحم في بلدة "آرمنك" التابعة لمدينة كارامان بوسط الأناضول. وذكرت محطة "سي. إن. إن. تورك" اليوم الأربعاء أن آطالاي أكد في تصريحات صحفية على توجيه تعميم من رئاسة حزبه الحاكم إلى كافة بلديات حزبه بإلغاء الاحتفالات المخطط لها بهذه المناسبة، متمنيا التوصل لإنقاذ العمال المحاصرين لكي "لا نعيش حزنا جديدا بعد كارثة منجم سوما الذي راح ضحيته 301 عاملا في مايو الماضي". وفي سياق متصل، أعلن حزب الشعب الجمهوري المعارض إلغاء الاحتفالات التي كان سينظمها بمناسبة ذكرى تأسيس الجمهورية التركية في حال وفاة عامل واحد بمنجم الفحم. كان وزير الطاقة التركي تانر يلديز قد صرح بأن حجم المياه في منجم الفحم المحاصر فيه 18 عاملا يبلغ 10 آلاف مترمكعب والهدف الأساسي هو تصريف المياه باستخدام أجهزة ومعدات لدى طواقم الإنقاذ. وهناك خمسة مناجم فحم في بلدة "آرمنك"، أغلق منها منجمان خلال شهر يونيو الماضي بعد إطلاع لجان التفتيش عليها والتوصل لبعض أوجه القصور بهما، وذكرت وسائل الإعلام التركية اليوم الأربعاء أن صاحب منجم الفحم المحاصر فيه 18 عاملا في الوقت الحالي والذي أغلق في وقت سابق هو من أنصار حزب العدالة والتنمية، ورشح نفسه في الانتخابات البرلمانية الماضية بمدينة قونية عن الحزب الحاكم ولكنه مني بالفشل. وكانت أحزاب المعارضة قد اتهمت حكومة العدالة والتنمية بالتقصير بعد أن شهدت تركيا حادثا أليما بمنجم فحم في بلدة سوما في محافظة مانيسا بغربي تركيا وأدى إلى مقتل 301 عاملا في مايو 2014 بسبب تقصير صاحب المنجم الذي أطلق سراحه بعد عدة أسابيع من وقوع الحادث. وتعتبر حوادث المناجم شائعة في تركيا، حيث وقع قبل كارثة مانيسا حادثا يعد الأكثر دموية في تاريخ صناعة التعدين التركية في عام 1992، عندما لقى 270 شخصا حتفهم في انفجار بأنابيب الغاز بالمنجم.