كان يامكان في يوم من ذات الأيام عصفور يطير في سماء المثقفين، فجاءت به الأقدار ليكون على مجلس الثقافة أمين، ومكث فيه لعِقدٍ وسنين، جاهر خلالهم بأن قضيته هي التنوير. وعندما أصبح وزيراً لثقافة المصريين، جاء بالتغيير ولكن لصالح المُدعين والوصوليين، وفي عهده فُقدت المعايير، وأطاح بالكفاءات والوطنيين، الشرفاء منهم والمترفعين، وبات مايشغله الحفاظ على عشه الحصين. راح العصفور يأخذه الغرور، وإنشغل بصغائر الأمور، وفي فلك ماضيه راح يدور، يبحث عن عبدٍ مأمور، لتصبح قيادة بالزور، وتمرالأيام والشهور، والعمل الفعلي مهجور، والزمن من عمر الوطن مهدور. ترك ملف أولاد عَلَّام، وقضايا وزارته الجسام، وراح يبحث عن أضواء الإعلام، بعد انحسارها عنه لسنوات وأيام. وبالرغم من ذلك حاول قصف الأقلام، التي لا تُكيل له حلو الكلام. لم يُعِر شباب وزارته الإهتمام ، وزج بالثقافة في حوار الحلال والحرام، في وقت لا يحتمل الصدام ، بين مؤسسات وطن تعتصره الآلام ، فهل دائما مايخونه الإلهام؟. استشعر الشباب المرار، وغضب الكثير وثار، من سياسات العصفور الجبار، الذي أصبح عصفورمن نار، يشغله الأخذ بالتار، وإشعال الهشيم بالنار، عندما يغضب أو يغار. وتصور العصفور أنه إرتفع وطار، ويستطيع دائماً الفرار، ولا أخفيكم سرا من الأسرار، أنه في ذروة الارتفاع ينهار، ولابد أن يتبع الليل النهار.