قالت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية، إن الفتاتين المراهقتين اللتين تخليتا عن أسرتيهما في النمسا لتنضما إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، شعرتا بأنهما ارتكبتا خطأ فظيعا من خلال الانضمام إلى نمط الحياة الهمجية، وأنهما تريدان العودة إلى الوطن وعائلتيهما. وأوضحت الصحيفة الأمريكية - في تقرير نشرته في نسختها الإلكترونية اليوم الجمعة - أن سمرة كيسينوفتش (17 عاما)، وسابينا سليموفيتش (15 عاما)، واللتان يعتقد أنهما تزوجتا من مقاتلين بالتنظيم وحملتا منهما، تعيشان في المدينة التي يسيطر عليها التنظيم في الرقة في شمال سوريا.. مشيرة إلى أن الفتاتين تعتقدان الآن أن حياتهما انقلبت رأسا على عقب من خلال أساليب الحياة الجديدة. ونوهت بأن رسالتهما الجديدة التي تعلن توبتهما ورغبتهما في العودة تختلف كثيرا عن المذكرة التي تركاها وراءهما لآبائهما عندما فرتا في أبريل الماضي، وجاء في نصها "لا تبحثوا عنا، فإننا سنخدم الله - وسنموت من أجله". ولفتت الصحيفة إلى أن الفتاتين اللتين نمتا وترعرعتا في فيينا، حيث أصبحتا معتادتين على التحدث لمن يريدا، ويقولا ما يحلو لهما ويرتدين الملابس كيفما شاء، لم يكن عليهما العيش في حياة يسيطر عليهما أشخاص يملون عليهما ما يمكن وما لا يمكن أن تقوما به. وتقول السلطات في النمسا إن هذه الخطة المفصلة دبرها تنظيم "داعش" من أجل حمل الناس على التفكير في الانضمام إليه من خلال وجود الفتيات على ملصق يدعوا للجهاد في سوريا.. فيما توضح الآن وسائل الإعلام النمساوية أن الفتاتين يقولان إنهما إكتفيتا وترغبان في العودة إلى أسرتيهما. وقالت الصحيفة - في ختام تقريرها - إن الفتاتين اتصلتا بأحبائهما في النمسا وقالتا لهم إنهما سئمتا العيش مع الجهاديين التابعين لتنظيم "داعش"، ولكنهما قالتا أيضا إنهما لا يشعران أنه يمكنهما الفرار من الحياة الجديدة غير المرغوب فيها، لأن الكثير من الناس سينظرون لهما على أنهما إرهابيتان. واعترف المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية النمساوية، كارل جروندبوك، أن النمسا تعد أحد مراكز تجنيد الإرهابيين، قائلا " يتم التجنيد في النمسا ... هذا صحيح"، لكنه اعتبر أن هذا الوضع لا يشكل بالضرورة خطرا على النمسا، لافتا إلى أن الإرهابيين يتوجهون للقتال في بلد آخر، وأكد أن 142 نمساويا بينهم 12 إمرأة يعتقدون انهم يقاتلون في سوريا.