عندما ضغط الرئيس عبد الفتاح السيسي، على الزر يوم الخامس من أغسطس الحالي؛ إيذانا ببدء أعمال حفر القناة الجديدة، فإنه كان يعلي بحق من ثقافة العمل والأمل، ويستنفر الوطنية المصرية وقيمة الانتماء في لحظات تليق بالمصريين. ويشكل المشروع الجديد لتنمية قناة السويس، نموذجا لكيفية بناء مصر الجديدة التى تحتاج الى بناء اقتصاد قوى يفتح أبواب الرزق والعمل للشباب وينتشل الفقر والعوز من قاموس الوطن. المصريون العاديون دفعوا 64 مليار جنيه فى وثائق استثمار المشروع، ولديهم استعداد رهيب للدخول فى مشروعات حيوية مثل الطاقة الجديدة، والبتروكيماويات، وتصنيع الرمال السوداء، واستغلال الثروة المعدنية فى الصحارى المصرية. فى اليابان وكوريا الجنوبية جميع الشركات الكبرى الشهيرة يملكها الشعب من خلال أسهم تتوارثها الأجيال، ويتولى إدارتها أشخاص محترفون يحاسبون من قبل مجالس الإدارة والجمعيات العمومية. ولدينا رجال أعمال وطنيون ليديهم رصيد هائل من النجاح الذى يمتد خارج الوطن، ويعرفون فرص الاستثمار الثمينة جيدا، ويمكن تأسيس شركات يساهم فيها كل اسم معروف مثل أبوالعينين وآل ساويرس وآل منصور وآل الجبلى وخميس.. وغيرهم الكثيرين بنسبة لا تزيد عن 25% من رأس المال، وتطرح نسبة لبنك الاستثمار القومى والبنوك المملوكة للدولة والباقى للمصريين بالخارج بالعملات الأجنبية وأفراد الشعب العاديين. وبهذا النموذج الشامل للمال الخاص والعام معا يمكن تأسيس شركات كبرى للطاقة الشمسية والرياح وصناعة الأسمدة والسيلكون والاستثمار الزراعى.