دفعت الضربات القاصمة التي وجّهها رئيس الوزراء العراقي الحالي، لمراكز النفوذ التي زرعها المالكي في أجهزة الدولة، الأخير إلى التشبث بآخر الأوراق التي يمكن من خلالها إرباك حكومة العبادي، عبر تأجيج الاحتقان السياسي والطائفي، بينما تتواصل الهزات الارتدادية لزلزال سقوط صنعاء في أيدي مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) على المستويات السياسية والأمنية الداخلية في اليمن، وعلى مستوى الإقليمي والدولي. وفي الصحف الصادرة اليوم، وجه نائب في البرلمان الأردني تحذيراً شديد اللهجة للنظام السوري، رداً على قيام الأخير بإجراء مناورات عسكرية على الحدود بين البلدين، بينما أعلن رئيس الائتلاف السوري المعارض هادي البحرة أن دفعات من المقاتلين ستتخرج من برنامج التدريب في السعودية، بهدف مقاتلة تنظيم داعش. دخل تنظيم القاعدة في اليمن وجزيرة العرب على خط الأزمة اليمنية، متوعداً بقتال الحوثيين، وقال تسجيل مصور بثته مؤسسة الحسام التابعة للقاعدة إن "مجاهدي التنظيم جاؤوا الحوثيين بما لا طاقة لهم به كما توعدوهم برؤية جثثهم تتطاير أشلاء في الأرض، وأن مددهم سيأتي للقضاء على الحوثيين الروافض بالمفخخات والاشتباكات والتدمير". وأضاف، بحسب صحفة القبس الكويتية: "إننا نقول للرافضة، جئناكم بما لا طاقة لكم به، نحمل أرواحنا على أكفنا، والله الذي لا يحلف إلا به، لنجعلن ليلكم نهاراً وصبحكم ناراً، ولترون أشلاءكم تتناثر ورؤوسكم تتطاير". ودعا تنظيم القاعدة السنة في اليمن إلى "حمل السلاح وسلوك سبيل الكفاح". وعلى الجانب العراقي، صعّد معسكر رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، من اختبارات القوة والنفوذ، بين كرّ وفرّ، مع رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي وجه ضربات مركّزة لتقليص مناطق النفوذ التي زرعها ذلك المعسكر، وفقاً لصحيفة العرب اللندنية. ويحاول معسكر المالكي يحاول إرباك حكومة العبادي من خلال دعمه ترشيح زعيم فيلق بدر هادي العامري، إحدى أكبر الميليشيات المسلحة المثيرة للجدل، لمنصب وزير الداخلية، وحشد تأييد المليشيات الأخرى وفصائل إسلامية شيعية لدعم ذلك الترشيح. والغرض الوحيد لهذا الترشيح هو تأجيج الاحتقان السياسي والطائفي، وإلقاء طوق نجاة للمليشيات التي تخشى مصيرها المحتوم، بعد إعلان العبادي عزمه حصر السلاح بيد الدولة، والخطوات التي اتخذها لإصلاح الجيش من خلال إحالة الفريق الركن عبود قنبر والفريق الركن علي غيدان على التقاعد، وهما المحسوبان على معسكر المالكي. على صعيد آخر، قال النائب في البرلمان الأردني وصفي الزيود: "إن جيش الأردن يستطيع الوصول إلى دمشق خلال 3 ساعات"، في رد على المناورات العسكرية السورية على الحدود بين البلدين، حسبما ذكرت صحيفة الرياض السعودية. وأكد الزيود أن سياسة بلاده تركز على أهمية الوصول إلى حل دبلوماسي للأزمة السورية، وأيد قرار طرد سفير الأسد في عمان بهجت سليمان، معتبراً أن القرار جاء رداً على إساءة السفير للأردن. وأضاف: "سليمان أساء كثيراً للأردن، ولم يتقيد بالأعراف والتقاليد الدبلوماسية المعروفة، ولذلك أبدت القواعد الشعبية ارتياحها لقرار طرد السفير سليمان". وفي الشأن السوري، قال رئيس الائتلاف السوري المعارض هادي البحرة، إن "برنامج تدريب المعارضة السورية في السعودية، معد لنحو 5 آلاف مقاتل, ولدينا خططنا الخاصة, واقترحنا على الولاياتالمتحدة تدريب المدربين العسكريين الذين يمكنهم لاحقاً تدريب سائر جنودنا، ما يسمح لنا بتجهيز أعداد أكبر من المقاتلين في وقت أقل". وبحسب صحيفة السياسة الكويتية، نفى البحرة أن تكون المعارضة السورية بحاجة إلى وقت طويل يصل إلى عام أو عامين من أجل الاستعداد لمقاتلة داعش، موضحاً أن "برنامج التدريب يهدف إلى تخريج دفعات متتالية من المقاتلين ودفعهم إلى الجبهات شهرياً، كما أن التدريبات ستُقدم في نهاية المطاف إلى مقاتلين مجربين ولديهم خبرة ميدانية، فالتدريب إذاً ينصب على أسلحة معينة وعلى نظم الانضباط وأمور مشابهة".