قال شبكة (فوكس نيوز) الإخبارية الأمريكية إن تداعيات الحرب الأهلية الدامية في سوريا تسببت في إنتاج حرب أهلية أخرى بعيدة عن المنطقة، ألا وهي المعركة الجديدة التي يخوضها تنظيم "داعش" في سبيل سيادة حركة الجهاد العالمية، لافتة إلى تنظيمي "جبهة النصرة" و "داعش" أصبحا الآن في حالة حرب مفتوحة من أجل سيادة حركة الجهاد العالمية. وأشارت الشبكة في تقريرها الذي نشرته على موقعها الإليكتروني اليوم /الجمعة/ إلى أن المسلحين الإسلاميين، الذين تدفقوا على سوريا، لمساعدة الجيش السوري الحر في مسعاه لإسقاط الرئيس بشار الأسد، أصبحوا الآن في حالة قتال همجي مع بعضهم البعض، ويتضح ذلك جليا في حدوث الانشقاقات داخل التنظيم وظهور ما يعرف ب "جبهة النصرة" و التنظيم الجديد الوليد "داعش" الذي يقوده أبوبكر البغدادي. وأوضحت الشبكة أن تنظيم "جبهة النصرة" حريص دائما على إظهار نواياه النقية من فكرة الجهاد داخل سوريا على عكس تنظيم "داعش" حيث يقول أحد مقاتلي النصرة في فيديو بث على الإنترنت الأسبوع الماضي: "نحن في جبهة النصرة نقاتل من أجل نصرة المظلومين ومن أجل التخلص من بشار وجنوده، ولم نأت الى سوريا لقمع الناس أو الاستيلاء على ممتلكاتهم". واعتبرت الشبكة أن الخلافات التي بدأت تهز أركان حركة الجهاد العالمية باتت تمثل التحدي الأكبر لتنظيم القاعدة منذ مقتل أسامة بن لادن، فالعديد من الأجيال الجديدة من الجهاديين يؤيدون توجه البغدادي في السيطرة على الأراضي وتأسيس الخلافة الإسلامية، فهم لا يريدون التقيد بالأسلوب التقليدي للقاعدة ويريدون أن يستقلوا بدولتهم، لافتة إلى أن البغدادي كان ذكيا في التسويق لتلك الفكرة وتفوق على تنظيم "النصرة" في الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى غرضه. ونوهت الشبكة الى أن إعلان زعيم داعش أبو بكر البغدادي قيام الخلافة على امتداد الحدود بين سوريا والعراق وطموحه في نشرها وصولا للبنان، ساهم في رفع مكانته بين الجماعات الجهادية في جميع أنحاء العالم وبات جميع المقاتلين يختارون الانضمام لتنظيمه بدلا من النصرة، ما منح تنظيمه التفوق والريادة في الوقت الحالي على الأرض داخل سوريا والعراق وامتلاكه لأسلحة متطورة استولى عليها من القوات العراقية والأموال المنهوبة من البنوك العراقية.