يلوح في الأفق خطر تجدد القتال في غزة اليوم الأربعاء مع قرب انتهاء هدنة مدتها ثلاثة أيام دون ظهور أي بوادر على إحراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة التي تجري في القاهرة بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال مسئول فلسطيني مطلع على المفاوضات أن مصر قدمت اقتراحًا جديدًا لاتفاقية هدنة دائمة تتناول مطلبا فلسطينيا رئيسيا برفع الحصار الاسرائيلي والاجراءات المشددة المصرية المفروضة على قطاع غزة. ولدى اسرائيل ومصر مخاوف أمنية عميقة تجاه حماس التي تسيطر على القطاع وهو الأمر الذي يعقد التوصل الى أي اتفاق بشأن تخفيف القيود على الحدود. ولم يتضح من تصريحات المسئول كيف سيتم التعامل مع هذه المخاوف بالاضافة الى مطلب اسرائيل بنزع سلاح غزة.. وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري ان نزع السلاح ليس خيارا. وعاد المفاوضون الإسرائيليون إلى القاهرة بعدما امضوا ليلتهم في إسرائيل في حين تنتهي الهدنة الساعة 2100 بتوقيت جرينتش.. وأودت الحرب التي استمرت شهرا بين إسرائيل والنشطاء في قطاع غزة بحياة 1945 فلسطينيا و67 اسرائيليا. واستأنف المفاوضون الاسرائيليون ومسؤولو المخابرات المصرية الاجتماعات التي قد تستمر حتى نهاية العملية. وقال عزام الاحمد وهو مسؤول بحركة فتح يرأس الوفد الفلسطيني في القاهرة ان المفاوضات وصلت الى مرحلة بالغة الحساسية ومن المرجو التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار قبل ان تنتهي الهدنة الحالية. وذكرت مصادر مصرية وفلسطينية ان اسرائيل وافقت مؤقتا على السماح بدخول بعض الامدادات الى قطاع غزة وتخفيف القيود على حركة الافراد والبضائع عبر الحدود مع مراعاة شروط معينة. ولم يذكروا تفاصيل وفي اسرائيل لزم المسؤولون الصمت بشأن وضع المحادثات. والمطلب الفلسطيني بميناء بحري في غزة واعادة انشاء مطار دمر في الصراعات السابقة مع اسرائيل يمثل حجر عثرة حيث ترفض اسرائيل تشغيلهما بسبب مخاوف امنية. لكن المسئول الفلسطيني قال إن مصر اقترحت تأجيل مناقشة هذا الموضوع لمدة شهر الى ان يصمد اتفاق طويل الاجل لوقف اطلاق النار. وتتضمن مسودة الاقتراح المصري ان تسمح اسرائيل بتوسيع منطقة صيد الأسماك التي تفرضها على صيادي غزة الى ستة أميال (عشرة كيلومترات) من المنطقة البحرية المعتادة التي تبلغ ثلاثة أميال. وقال المسؤول "ستزداد منطقة صيد الأسماك تدريجيا الى مسافة لا تقل عن 12 ميلا بالتنسيق بين السلطة الفلسطينية واسرائيل" مشيرا إلى الدور الموسع المرجح في شؤون غزة لحكومة الرئيس محمود عباس المدعومة من الغرب الموجودة في مناطق بالضفة الغربية لا تحتلها إسرائيل. وبالاضافة الى ذلك قال المسؤول ان الخطة المصرية تدعو الى تقليص حجم المنطقة التي يحظر على الفلسطينيين دخولها من جانب حدود غزة من 300 متر الى 100 متر حتى يمكن للمزارعين المحليين استعادة مساحات اراض فقدوها بسبب الإجراءات الامنية الصارمة. وذكر مسؤول فلسطيني أن الوفد الفلسطيني وافق على أن تتولى حكومة الوفاق المؤلفة من خبراء ملف إعادة الإعمار في غزة.. وتشكلت حكومة الوفاق في يونيو بين حماس وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني المدعوم من الغرب محمود عباس ومقره الضفة الغربية. ولا يجتمع المسؤولون الإسرائيليون وجها لوجه مع الوفد الفلسطيني لانه يضم حركة حماس التي تعتبرها إسرائيل منظمة إرهابية.. لكن المسؤول قال انه بمجرد ان يبلغوا مصر باتفاقهم فانه سيكون بالإمكان توقيع اتفاق لوقف اطلاق النار في نفس اليوم. ويقول مسئولون في مستشفيات القطاع المكتظ بالسكان أن معظم ضحايا الحملة التي شنتها إسرائيل منذ الثامن من يوليو للحد من إطلاق الصواريخ وقذائف المورتر عبر حدودها مع القطاع كانوا من المدنيين. وفقدت إسرائيل 64 جنديا وثلاثة مدنيين اذ اعترض نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ الكثير من الصواريخ التي يطلقها نشطاء فلسطينيون او سقطت في العراء ولكنها عطلت الأنشطة اليومية لعشرات الالاف من الإسرائيليين. وأثار مقتل عدد كبير من المدنيين وتدمير آلاف المنازل في غزة إدانة دولية واسعة النطاق.. وتقول الأممالمتحدة ان الحرب ادت لنزوح 425 الفا من سكان القطاع البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة. وقال موسى ابو مرزوق القيادي في حماس والمقيم في القاهرة يوم الثلاثاء ان المفاوضات "صعبة".. وقال مسئول إسرائيلي طلب الا يذكر اسمه انه لم يتم احراز اي تقدم. وطلب وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعلون يوم الثلاثاء من القوات المسلحة الاستعداد لاحتمال استئناف العمليات العسكرية. وفي الاسبوع الماضى تجدد القتال -بعد انقضاء هدنة سابقة استمرت 72 ساعة- ولكن بكثافة أقل. وقال يعلون "يمكن ان يستأنف اطلاق النار ثانية وقد نطلق النار عليهم مجددا". وسحبت إسرائيل قواتها البرية من غزة الأسبوع الماضي بعد ان قالت إن الجيش أتم مهمته الرئيسية بتدمير أكثر من 30 نفقا حفرها نشطاء لشن هجمات عبر الحدود. وتريد إسرائيل الآن أن تضمن أن حماس لن تستخدم أي مواد بناء ترسل للقطاع لإعادة بناء هذه الأنفاق.