الصحف الإماراتية تواصل متابعتها للعدوان الإسرائيلي على غزة في ظل الصمت الدولي

ركزت الصحف الإماراتية الصادرة اليوم في افتتاحياتها على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة في ظل الصمت الدولي الغير مبرر إضافة إلى التظاهرات الشعبية التي ضمت مئات الآلاف في العواصم الغربية ضد العدوان " الإسرائيلي" .
فتحت عنوان " جرائم إسرائيل والصمت الدولي " قالت صحيفة البيان في مقالها الافتتاحي إن ما يحدث في قطاع غزة من عدوان صهيوني غاشم وصمة عار في جبين الإنسانية فمشاهد الدمار الهائل الذي لحق بالقطاع من جراء هذه الحرب والدماء السائلة باستمرار يدل على أن هذا العدو مستمر في إرهابه وبطشه للشعب الفلسطيني ، وإسرائيل تضرب عرض الحائط بكل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية وما يسمى مؤسسات حقوق الإنسان ولا تحرك ضمير أو إنسانية تلك المؤسسات.
وأكدت الصحيفة أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من التصعيد العسكري الهمجي وقتل الأطفال وإبادة عائلات بأكملها وتدمير منازل جريمة يعاقب عليها القانون الدولي وما كان لهذه الجريمة أن تجري لولا الغطاء السياسي الذي تلتحف به حكومة نتانياهو على صعيد الصمت الدولي.
وأشارت إلى أن هذه الأعمال الحربية موجهة بالدرجة الأولى إلى تعطيل عملية السلام وإقامة الدولة الفلسطينية ، لذا وجب على المجتمع الدولي كبح جماح هذا العدو وتقديمه لمحكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية لتطبيق كامل المواثيق الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة بحق الشعب الفلسطيني ولم يعد هناك أي عذر للسلطة الفلسطينية في عدم التلكؤ باستكمال عضويتها في المؤسسات الدولية وبالتحديد محكمة الجنايات.
ولفتت إلى أن تحميل المسئولية عن تلك المجازر بالضرورة ألا يكون للعدو وحده بل من برروا له أفعاله ومجازره فهم شركاء في الجرائم والمجازر وحان الوقت لأن يرقى مجلس الأمن وأن يتحمل مسؤوليته الكاملة في توفير الحماية للشعب الفلسطيني ووضع حد للغطرسة الإسرائيلية ومحاسبة الاحتلال على جرائمه البشعة.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة " يجب إدراك تلك الحقيقة بأنه لا سبيل للفلسطينيين إلا التوجه إلى وحدة الكلمة ووحدة العمل المشترك وإعطاء النضال الفلسطيني صورته وجوهره الموحد في صد العدوان الذي يهدف قتل بدايات المصالحة الوطنية الفلسطينية التي تعيد القضايا إلى نصابها لذلك يجب أن يكون الموقف الفلسطيني موحد "
من جانبها ، أشارت صحيفة الخليج تحت عنوان إسرائيل تخسر الرأي العام إن إسرائيل تسقط أخلاقيا وتفقد شرعيتها لدى الرأي العام العالمي وتتكشف طبيعتها العدوانية العنصرية وتبدو "دولة مارقة" بكامل المواصفات خارجة على القانون الدولي والقيم الإنسانية وميثاق الأمم المتحدة وكل المرجعيات التي وضعت إطارا يضمن حقوق الشعوب في الحرية .
وأوضحت أن التظاهرات الشعبية التي ضمت مئات الآلاف في العواصم الغربية ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وما ارتكبته قوات الاحتلال من مذابح ومجازر بحق المدنيين تؤكد أن العالم بدأ يعي حقيقة هذا الكيان ويخرج على سطوة الإعلام الذي يمارس التلفيق والكذب ويعمل في خدمة الصهيونية ويعلن رفضه لسياسات الحكومات الغربية المؤيدة للكيان وسياساته العدوانية .
ولفتت إلى أن الرأي العام العالمي من خلال تظاهراته الغاضبة المؤيدة للشعب الفلسطيني ورفضه للعدوان الصهيوني إنما يسحب الشرعية عن "إسرائيل" ويضعها في خانة الدول الاستعمارية العنصرية ويضع الحكومات الغربية في موقع الاتهام بأنها
لا تمثل شعوبها ولا تلتزم بمعايير العدالة والحرية وحقوق الإنسان التي تتشدق بها .
وشددت على أن ممارساتها العدوانية العنصرية ضد الفلسطينيين والعرب على مدى السنوات المنصرمة لم تستطع كل آلتها الإعلامية واللوبيات والحكومات المؤيدة لها من طمس ما ترتكبه من جرائم ومجازر تكشف حقيقتها العدوانية الإجرامية ونهجها العنصري في استئصال وإبادة الشعب الفلسطيني .
وأوضحت أن الأساليب "الغوبلزية" النازية نجحت في التعمية والتغطية على حقيقة إسرائيل لسنوات طوال لكن وقائع الصراع وما تكشفه الممارسات الصهيونية من عداء وحقد يتمثل في مجازر متتالية تبدو فيها الصور حية وناطقة بحقيقة إسرائيل لم تستطع الآلة الإعلامية الصهيونية مواجهة هذه الحقيقة أو تزييفها ما أدى إلى هذه الغضبة العالمية التي تتبدى في شوارع العواصم الغربية دفاعا عن الإنسان الفلسطيني وحقه في الحياة كبقية البشر .
واكدت الصحيفة في ختام مقالها ان إسرائيل تخسر أخلاقيا على مستوى العالم كما تخسر شرعيتها فهل للعرب أن يستفيدوا من هذه الفرصة في محاصرة إسرائيل وإجبارها على الامتثال للشرعية الدولية وهو ما يحتاج إلى موقف صريح وواضح وموحد وجهد دبلوماسي حقيقي وفاعل وإعادة تصويب البوصلة باتجاه "إسرائيل" كعدو وحيد .. هذا إذا كان في الأمر جدية .