يحرص مؤلفو الدراما الرمضانية خلال السنوات الأخيرة على تقديم أسوأ ما لديهم وبدلا من البحث عن أفكار تتناسب مع هذا الشهر الكريم نجدهم يقدمون المشاهد الجنسية والملابس المثيرة وألفاظ ومفردات لغة غريبة وقصص وحكايات تخالف عاداتنا وتقاليدنا خلال الشهر الكريم. ولم يكتفوا بهذا خلال هذا العام بل قدموا وروجوا للحكايات التي تدمر ما تبقى لدينا من قيم وأخلاق فالأبناء يريدون قتل والدهم فى "السبع وصايا" حتى يرثوا ثروته والأب يتهم أسرته بسرقة الفلوس فى "ابن الحلال" الذين لم يراعوا ايضا توقيت عرض المسلسل فى شهر رمضان، و تنافست بطلاته بالظهور بملابس اقل ما توصف بأنها ساخنة ولا تتناسب مع هذا الشهر الكريم، حيث تقوم ممثله فى بداية حياتها الفنية بالظهور ب"الهوت شورت"، ودخلت فى منافسة حامية مع زميلتها التى ارتدت أيضا "هوت شورت" فى مشاهد كان يمكن التغاضي عنها فضلا عن الزوجة التى تخون زوجها وتسعى وراء جارها فى "دلع البنات" أضف إلى هذا مشاهد الرقص والإغراء التي نادرا ما تجد مسلسلا يخلو منها وهى لا لزوم لها. الأمر الذي يجعلنا في مواجهة كارثة حقيقة مالم نتصدى لهؤلاء الذين لم يتعلموا شيئا من كبار الكتاب أصحاب أفضل الأعمال الدرامية فلا يمكن أن ننسى "ليالي الحلمية" التي كنا ننتظرها بفارغ الصبر أو"رأفت الهجان" الذي جعلنا نحبس أنفاسنا ونحن نشاهد عظمة جهاز المخابرات المصرية أو حتى "المال والبنون" الذى تعلمنا فيه على يد عم عباس أفضل الخصال وغيرها من عشرات الأعمال التي كانت عبارة عن مبارزة فنية في الموهبة بين كبار الفنانين، وقدمت نموذجا جيدا للشارع المصري دون ابتذال عكس هذه الأعمال التي لا أجد لها مسمى متمنيا لو اتخذنا موقفا متشددا من هؤلاء المؤلفين لعلهم يعودون إلى رشهم ليقدموا أعمالا تتناسب مع قيم وأخلاق المجتمع المصري .