تقارير مخابراتية: -ال"سي آي إيه" خطط لانقلاب 1953 في إيران -الغرب خطط ل"بلقنة" سوريا للسيطرة على أهم شريان للبترول -القوى الغربية قسمت الشرق الأوسط لدويلات قبل 100 عام لإضعافه كشفت تقارير مخابراتية تم الإفراج عنها مؤخرا أن الولاياتالمتحدةوبريطانيا لجآ إلى استخدام التطرف الإسلامي للقضاء على أعدائهم في الشرق الأوسط ، وخاصة في سوريا عام 1957. فقد كشف تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية عن وثيقة سرية يعود تاريخها إلى عام 1957، حيث تؤكد أن القادة الأمريكيين والبريطانيين آنذاك استخدموا الإسلاميين المتطرفين والاعتداءات الكابة كوسيلة للإطاحة بالحكومة السورية في ذاك العصر. فقبل قرابة 50 عاما من اندلاع حرب العراق، سعت بريطانيا وأمريكا لوضع خطط سرية لتغيير النظام الحاكم في دول أخرى، من خلال التخطيط لغزو سوريا واغتيال قياداتها. فقد خططت المخابرات الأمريكية "سي آي إيه" بالتعاون مع المخابرات البريطانية-حسب التقرير- في عهد رئيس الوزراء البريطاني هارولد ماكميلان ودوايت أيزنهاور ، لاعتداءات حدودية مزيفة استخدمتها كذريعة لدفع حلفائها في المنطقة لغزو سوريا والتخلص من أهم الشخصيات في هذه الدولة آنذاك. وعلى الرغم من أن المؤرخين أكدوا من قبل وجود خطة سرية للإطاحة بالنظام الحاكم في سوريا عام 1957، إلا أنها المرة الأولى التي يتم الكشف فيها عن وثيقة تؤكد هذه المعلومات، بل وتؤكد أن الغرب كان وراء سلسلة الاغتيالات التي شهدتها هذه الحقبة الزمنية. وتؤكد الوثيقة أن ماكميلان أمر بإخفاء هذه الخطة عن رؤساء الأركان في الجيش البريطاني لتجنب أي ثرثرة محتملة وضمان السرية الكاملة. ويشير التقرير إلى أن كيرمت روزفلت – حفيد الرئيس الأسبق ثيودور روزفلت- كان يشغل منصب رئيس المخابرات الأمريكية آنذاك بل وكان العقل المدبر لهذه العملية، وتشير بعض التقرير إلى أنه كان العقل المدبر للانقلاب الذي شهدته إيران عام 1953، حيث استخدم ذريعة الإرهاب للإطاحة بالرئيس المنتخب آنذاك. ويؤكد تقرير البي بي سي أن أهمية سوريا تنبع من كونها تسيطر على شريان هام للبترول في الشرق الأوسط، ألا وهو خط أنابيب البترول الذي يربط بين آبار البترول العراقية وتركيا.ولذلك فقد خطط الغرب لبلقنة سوريا وتقسيمها إلى مناطق ضعيفة. وقد دعت الخطة إلى تمويل ما وصفته "بلجنة سوريا الحرة" ، إلى جانب تسليح الأحزاب السياسية ذات الأغلبية البرلمانية أو أي قدرات أخرى. وحرضت إخوان سوريا ومسلمي الدروز على الخروج على النظام. وبالطبع لايبدو غريبا أن واشنطن في سنوات لاحقة سلحت القاعدة في سوريا ودعمت المتطرفين في المنطقة ، والبين تحولوا إلى "داعش" فيما بعد. وليس غريبا أن القوى الغربية لعبت دور المحكم قبل 100 عام لتقسيم الشرق الأوسط ، متجاهلة في ذلك الحدود التاريخية التي تميز المنطقة. وتم تقسيم المنطقة إلى دويلات صغيرة بناء على الدين والطائفة. والهدف من وراء هذه الخطوة كان إضعاف المنطقة وتفكيكها لصالح امريكا وإسرائيل فيما بعد.