على الغلاف الخلفى لكتابه "مسارات الثورة" الصادر عن دار العين، جاء توصيف شريف يونس باعتباره ".. من المؤرخين الجدد البارزين في مصر الذين أخذوا على عاتقهم تجاوز رؤية المدرسة القومية في قراءة التاريخ؛ بالتحرر من الأيديولوجيا وهدم الأصنام، وطرح أسئلة جديدة وليس تقديم إجابات جديدة على أسئلة قديمة". وبعد صدور كتابه الصعب "نداء الشعب.. تاريخ نقدي للأيديولوجيا الناصرية" الصادر حديثا عن دار الشروق ، أكد شريف يونس تفرده بتقديم شكل مختلف من الكتابة والمناقشة حول كل ما ورثناه، وتعودنا عليه، حتى صار عمله قادرا على ان يجدد ذهننا بتغيير عاداتنا في القراءة والكتابة. في الإهداء "إلى شهداء وأبطال الثورة المصرية الذين كشفوا على أرض الواقع خواء اسم الشعب"، يقرر يونس خواء المقولة المحورية للأيديولوجية الناصرية "كل الحرية للشعب ولا حرية لأعداء الشعب"، حيث يرى أن "غاية ما يُستفاد من النص بمعناه الحرفي أن السكان تم تقسيمهم إلى شعب وأعداء، والأولون غير محددين أصلا، وينالون شيئًا غامضًا يُسمَّى "كل الحرية"، بينما ينال الآخرون، غير المحددين لعدم تحدد الطرف الأول، شيئًا لا يقل غموضًا هو "اللاحرية" (تبدأ مثلا بالحرمان من الحقوق السياسية، وحتى التعذيب وصولا إلى القتل فى المعتقلات)". في الكتاب، الكثير من الأفكار والموضوعات التي تستحق النقاش، وبخلاف المقدمة العميقة للكتاب ، هناك أربعة أبواب تستحق الدراسة وليست القراءة فقط وهي: إنتاج الشعب والمدينة الفاضلة والثورة الدائمة والناصرية. ثم تذييله المهم في نهاية كتابه عن "الناصرية في التاريخ"، ورؤيته أن نظام يوليو قام لكى يقود السكان في عملية فرار من ماض ٍمكروه، أما المستقبل فكان في خطوطه العريضة متابعة أوهام ساخطي الثلاثينيات والأربعينيات، في إرساء دعائم ثابتة لدولة نشطة ومزدهرة وموحدة وقوية، على أساس الهوياتية السلطوية الوطنية بشكل عام.