تختلف سلطنة عمان عن غيرها من البلدان العربية والإسلامية في عادات وطرق الاحتفال بالشهر الفضيل، فبحلول اليوم الأول من هذا الشهر يطلق مدفع الإفطار طلقاته لكنه يصوم بقية أيام الشهر، ويبقى أذان المغرب وحده معبرا عن موعد الإفطار للصائمين في جميع أنحاء السلطنة. "مسحراتيين" بمكبرات الصوت تكتسب مظاهر وعادات شهر رمضان بسلطنة عمان طبيعة خاصة ومميزة حتى و إن اتفقت أو تشابهت مع غيرها من البلدان العربية و الإسلامية في هذه المظاهر والعادات. فهناك المسحراتي الذي يوقظ الناس بعد الثانية من منتصف الليل تمهيدا لتجهيز وجبة السحور( تتكون عادة من اللبن و الأرز) عن طريق قرع الطبل و و ترديد بعض العبارات الممزوجة بنوع من الفكاهة، أما في الوقت الحاضر فقد حلت محل المسحراتي مكبرات الصوت التي تقوم بنفس المهمة معلنة قدوم موعد السحور لكنها تفتقد للكثير من المزايا التي تعود عليها العمانيوون من قبل من خلال تنقل المسحراتي من حارة إلى أخرى لإيقاظ العائلات. ولا تختلف مظاهر الاستعداد لاستقبال شهر رمضان عن غيرها من البلدان،كما لا تخلو يوميات العمانيين من أجواء المتعة و المظاهر الروحانية،التي تظهر في البيوت و الشوارع،حيث تزين هذه الأخيرة بأجود و أطيب المأكولات والسلع من حلويات و مواد غذائية تدخل في تحضير أشهر الأطباق و ألذها،إلا أنه يتعذر على الكثير من النساء العمانيات التمتع بتحضير الأطباق الرمضانية بحكم أن نسبة النساء العاملات تتجاوز 50 بالمائة ،حيث تضطر الكثير منهن إلى الاستعانة بالخادمات الأجنبيات من دول جنوب شرق آسيا. خادمات من جنوب شرق آسيا ملاذ النساء العاملات تضطر العديد من النساء العاملات بسلطنة عمان إلى الاستعانة بالخادمات الأجنبيات،بغرض القيام بالأعمال المنزلية و تحضير فطور رمضان،بحكم ظروف عملهن خارج المنزل و عدم تمكن العديد منهن التوفيق بين العمل في الخارج و الأعمال المنزلية، إلا أنهن يحرصن على الإشراف على تحضير الأطباق الرمضانية التي تقوم الخادمات بتحضيرها ويتم استقدام الخادمات من دول جنوب شرق آسيا على غرار الهنداندونيسيا،الفلبين،سنغافورة و غيرها. ا لقصائد الشعرية سيدة مقام جلسات السمر ومن الأمور التي تشتهر بها غالبية القبائل في سلطنة عمان تلك المجالس التي يعقدها مشايخ، وزعماء القبائل ويتحدثون فيها في مختلف الأمور الدينية والاجتماعية، كما يلجئون إلى أوقات من السمر يتسلى فيها الأطفال، والشباب، ويتسامرون وبصفة خاصة في المساء، وبالتحديد بعد صلاة التراويح التي يحرص عليها الغالبية العظمي من الشباب والكبار على حد سواء في سلطنة عمان،حيث لا تخلو جلسات السمر من القصائد الشعرية أين يتنافس الحاضرون في إلقائها و الإتيان بأحسنها في كل مجلس، وهناك أهمية ومكانة التي يحظى بها الشعر في السلطنة لأنه سيد مقام الجلسات الرمضانية و الرسمية فعند تدشين أي مشروع اقتصادي ثقافي أو علمي تلقى بعض الأبيات الشعرية من طرف الحضور. العمانيات يستقبلن العيد بالذهب تنتعش أسواق الذهب بسلطنة عمان أواخر الشهر الفضيل بسبب الإقبال المتزايد للنسوة خلال هذه الأيام لتجديد الحلي الذي يملكنه، أو تلميعها استعدادا لاستقبال عيد الفطر. وبالموازاة مع هذا تعرف مختلف الأسواق المتواجدة بالبلد نشاطا غير مسبوق أين تعرض مختلف السلع من ألبسة ألعاب و حلويات خاصة بالعيد،زيادة على بيع المواشي من أبقار وغنم و إبل وقد أطلق على هذه العادة تسمية"الهبطة" والتي تنطلق بداية من اليوم 26 بمختلف الأسواق أين تقوم العائلات بشرائها و التصدق بجزء منها للفقراء،و يبقى الهدف الأساسي من وراء هذه العادة هو بعث روح التضامن وترسيخ عادة التصدق بين العمانيين. وفي صور جميلة وطيبة من صور التكافل و التضامن الاجتماعي الذي حرصت عليه الشريعة الإسلامية الغراء تستضيف العائلات الثرية أو الأغنياء العديد من الناس البسطاء، وتتم هذه الموائد الكثيرة طوال شهر رمضان في عدد من المساجد في كل ولاية، حيث توزع أطعمة و مأكولات و مشروبات يتبرع بها الأغنياء و القادرون، وأهل الخير وهو ما يعكس صفة الكرم التي تتصف بها الشعوب.