أكثر المتفائلين لم يكن يتوقع مثل هذا التغيير، بل يمكن القول أنه بالرغم من تفاؤله لم يحلم بأن ما حدث سوف يتحقق في يوم من الأيام، ولكنها إرادة الله أولا وشعب انتفض فحقق ما لم يتوقعه أو يتصوره أحد . أقول ذلك بمناسبة سفر وفد برلماني للمشاركة في اجتماعات البرلمان العربي وضم الوفد رئيس المجلس وعدداً من الأعضاء، وهذا الأمر طبيعي ولكن ماهو غير ذلك ويؤكد التغير الكبير الذي حدث بعد ثورة يناير أن أسماء الوفد - كانت قبل عام - جميعهم ممنوعون من السفر أو تم اسقاطهم في الانتخابات أو استبعدوا من التقدم للترشيح للانتخابات من الأصل. ضم الوفد عصام العريان وهو القيادي في جماعة الاخوان الذي ألقي القبض عليه وتم اعتقاله اليوم الذي سبق جمعة الغضب ليفرج عنه فيما بعد ويسقط من اعتقله ويترشح للانتخابات ليعود إلي مقعده البرلماني بعد أكثر من 26 عاما قضاها بعيداً عن القبة مجاهدا في سبيل قضية آمن بها ودفع ثمنها، الطريف هنا أن عصام لم يكن يستطيع أن يقترب من المطار في السابق لأنه كان ممنوعاً دائما من السفر واليوم يقوم مدير أمن المطار بنفسه بتوصيله حتي باب الطائرة!!!!! أما الدكتور الكتاتني رئيس المجلس والوفد فقد خسر انتخابات 2010 وكانت خسارته لضعف شعبيته هكذا قال أحمد عز وقتها والأغرب أن عز تفاخر في أحد الاجتماعات بشرح زاد عن ثلاث ساعات كيف استطاع إسقاط رموز المعارضة في تلك الانتخابات وكان من بينهم الكتاتني فقال أنه دفع بثلاثة مرشحين ليحاصره خاصة أن قوة الكتاتني في الجامعة وليس الشارع وأن خطة تطويقه نجحت وخسر الانتخابات، ليزول النظام وبعد أقل من عام يصبح من أسقطوه رئيسا لمجلس الشعب ومن وضع خطة إسقاطه خلف القضبان. أما ثالثهما فهو حسين ابراهيم وهو نائب من عام 2000 ولكن تعبيراته وآراءه تحت القبة كانت كفيلة بالتخلص منه فتم منعه من التقدم للترشيح بطريقة فجة، فقد رفضت لجنة تلقي طلبات الترشيح في انتخابات 2010 قبول أوراق ترشحه بصفته عاملا وهي الصفة التي فاز بها في دورتين برلمانيتين !!!! ولكن الأغرب أن الرجل استشعر أن هناك نية مبيتة لاستبعاده فقد خاض الانتخابات بصفة فئات حتي لا تضيع فرصة التقدم للترشيح ولكنه فوجئ برفض طلبه وأن هناك من يهمس في أذنه بمغادرة المكان لأنه لن يستطيع التقدم بأوراق ترشحه !!فغادر المكان وهو يستشعر قوته وإيمانه بأنه لم يهزم وهو ما تحقق بعد عام من الواقعة التي حدثت له ليعود لمقعده البرلماني وممثلا لمصر في المؤتمرات البرلمانية. تلك هي الحياة لمن يتعظ أو يتكبر أو حتي يستشعر أنه امتلك القرار، لأن القرار سيظل أبدا ودوما في يد الشعب. نقلا عن جريدة الأخبار