قالت صحيفة " الجارديان" البريطانية أنه بجانب الخط الايدلوجى المتشدد الذى استقطب المتشددين والصعود الصاروخي لتنظيم داعش ،فقد تميزت "الدولة الإسلامية في العراق والشام" بقدرتها على تسخير موارد ضخمة، لا تقل إثارة عن وحشية طريقتها. وقالت الصحيفة إن داعش، وعلى عكس بعض الحركات المتطرفة الإسلامية لاتعاني من مشاكل مالية تعيق حصولها على السلاح والعتاد وتجنيد المتشددين، إذ تتصرف في ثروة لا تقل عن ملياري دولار؛ وإن المنظمة الجديدة -بخلاف - غيرها من التنظيمات الأخرى انتبهت باكراً إلى أهمية تجاوز الحصول على التبرعات والتمويلات عبر الطرق التقليدية، إذ عمدت منذ البداية وبعد التضييق على مسالك التمويل القديمة المتمثلة في الحسابات البنكية والتحويلات المصرفية، إلى الاعتماد على التطبيقات الإلكترونية وخاصة شبكات التواصل الاجتماعي التي تتيح حرية أكبر مثل واتس آب، للدعاية وإغراء المترددين، وأيضاً لتمرير التعليمات وتحديد الأهداف وخاصة التمويل وتفادي الرقابة على حركات الأموال وتعويض العمليات البنكية بأخرى مادية عن طريق تبادل عناوين لأشخاص ومنازل لجمع التبرعات والتمويلات. على جانب اخر سمحت سيطرة داعش على حقول نفطية في الشرق السوري منذ 2012 بتعزيز مداخيلها وإيراداتها المالية، بما فيها الكميات التي باعتها للنظام السوري في مفارقة غريبة ؛ بحسب الصحيفة ؛ ومصادر تمويل داعش هى نهب الثروات التاريخية والثقافية والمواقع الأثرية السورية إضافة إلى تجارة التهريب بما في ذلك تهريب الممنوعات ؛ ونقلت الصحيفة عن مصدر استخباراتي أن داعش نهبت ما لا يقل عن 36 مليون دولار من القطع الأثرية من موقع نبوك الأثري في المناطق الجبلية القريبة من القلمون، وأن بعض القطع الأثرية التي هربتها داعش إلى الخارج تعود إلى 8 آلاف سنة. وأضافت الصحيفة إن القوات العراقية قبضت على داعشي قرب الموصل قبل سقوطها بيومين كان يؤمن على ما يبدو دور ضابط الاتصال بين قيادات محلية في شمال العراق، الذي عرف باسم أبو حجار، وبحوزته عدة "فلاشات" قالت الصحيفة إن عددها يصل إلى 160، تمثل كنزاً من المعلومات عن الأسماء والقيادات والشخصيات التي تلعب أدواراً هامة في التنظيم على صعيد التمويل والتسليح والتجنيد والدعاية والإعلام. وأوضحت الصحيفة إن المحققين اكتشفوا أن ثروة داعش قبل عملية الموصل كانت على شكل أصول في حدود مالية ب875 مليون دولار، ولكن عملية الموصل التي سمحت للتنظيم باحتلال المدينة فتحت له أيضاً خزائن البنوك والمؤسسات المالية الهامة الموجودة فيها، فضلاً عن الكميات الضخمة من الأسلحة والذخائر والمعدات التي يمكن استعمالها من قبل داعش أو تصريفها في الساحتين العراقية والسورية القريبة. وخلال فترة قصيرة نجح تنظيم داعش في نهب ما لا يقل عن أكثر من مليار دولار إضافي ما رفع ثروته إلى ملياري دولار، حسب بعض المصادر .