خرجت بعض الأصوات التى تنادى بالغاء الهبوط للقسم الثانى هذا الموسم وهو الأمر الذى يتنافى مع لوائح المسابقة ونظامها الذى ارتضاه الجميع قبل انطلاق الدورى، وكأن اتحاد الكرة مطالب بتحمل اخفاقات الأندية المهددة بالهبوط ومطلوب منه تصحيح اخطائها، وهو الأمر الذى يتنافى مع العقل، وكان الأجدر بمن ينادى بالغاء الهبوط ان يؤهل فريقه لخوض المنافسة ويتقبل النتائج، وقد احسن مجلس إدارة اتحاد الكرة عملا برفضه هذا الاتجاه لأنه سيؤدى الى العديد من المشاكل فى الموسم القادم الذى سيشهد ارتباطات كثيرة للمنتخب الأول والمنتخب الأوليمبى، فضلا عن الضرر الكبير الذى سيلحق بمستوى المسابقة الفنى، وليتنا نتعامل باحترافية حقيقية حتى نرتقى بمستوى اللعبة. ** مما لا شك فيه أن هناك عوامل سلبية قائمة وكثيرة تشجع على انتشار التعصب الرياضى في مجتمعنا كانتشار النار فى الهشيم، والنار تشتعل من مستصغر الشرر كما يقال، ومنها : التصريحات الغير مسؤولة للمسؤولين وتصريحات اللاعبين البعيدة عن إطار الروح الرياضية، والأقلام والاصوات الضعيفة وغير المتسلحة بالثقافة العامة والرياضية على وجه الخصوص، والتي تحمل طابع التعصب، وقد شاهدنا نتاج هذا التعصب وعدم الوعى الرياضى فى ابشع صوره بالمذبحة التى جرت فى بورسعيد ونحذر من تكرارها اذا لم نجد حلا حاسما فى مواجهة الشغب. ولذلك أناشد القيادات كل فى موقعه بالاهتمام بالتوعية الرياضية وان تضع هذا الجانب المهم والحساس فى مقدمة أولوياتها لعلاج هذه الظاهرة السلبية التي تؤجج نارالتعصب بين أبناء الوطن الواحد وسرعة رأب الصدع بين كافة المؤسسات الرياضية، وان يبادر المسؤولون فى الحكومة بالإجتماع مع المسؤولين عن المؤسسات الرياضية والإعلام الرياضى والاتفاق على زرع مفهوم حب الوطن والتحلى بأخلاق الرياضة فى نفوس الرياضيين والجماهير، مثلما كان يعلمنا الكبار المعنى الحقيقى للتنافس الرياضى فى جملة موجزة هى " تواضع عند النصر وابتسم عند الهزيمة"، ويجب على الجميع فى القمة والقاعدة التعلم من هذا الدرس القاسى حتى لايتكرر مجددا، ونتعشم ان تظل الكرة والرياضة عموما مصدرا للمتعة والبهجة وليس للعكننة والتناحر، ونتمنى أن يكون الجميع عند حسن الظن، وأن نبتعد عن التعصب ونساهم في ارتقاء رياضتنا الحبيبة نحو الأفضل للوصول بها لأعلى المراتب وأن نعكس الأخلاق الحميدة التى تتحلى بها ومازالت الفرصة قائمة للاصلاح طالما ان هناك حياة.