يفتح اليوم الدولي لمكافحة الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة في حق الصحفيين، جراح الصحافة المصرية، ويذكرنا بشهداء المهنة، والمسلوب حريتهم، والمقصوف أقلامهم، وكل جرائم حجب المعلومات، والانتهاكات التي تمارسها السلطة في حق الصحافة وممتهنيها. اليوم الدولي لمكافحة الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، قرار اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والستين التي عقدت يوم 2 فبراير عام 2013، إحياء لذكرى اغتيال الصحفيَين الفرنسيَين في مالي، وحثّ القرار الدول الأعضاء على تنفيذ تدابير محددة لمكافحة ثقافة الإفلات من العقاب المتفشّية حاليا. وقالت الجمعية العامة للأمم المتحدة آنذاك: «من عام 2003 وحتى 2013 قُتل أكثر من 800 صحفي على مدى العشر سنوات، بسبب تأدية واجبهم المهني، وبعض الحالات حظى باهتمام دولي، بينما لم ينل بعضها نفس الاهتمام، ويعاني الكثير من الصحفيين والإعلاميين في جميع أنحاء العالم من التخويف والتهديد بالقتل والعنف». ومحليا، مازال مرتكبو جرائم الصحافة المصرية يفلتون؛ فلم يعاقب أحد على استشهاد الزملاء الصحفيين الذين ضحوا بحياتهم من أجل الواجب المهني، أمثال أحمد محمود، الذي استشهد أثناء تغطية أحداث ثورة 25 يناير 2011، والحسيني أبو ضيف، الذي استشهد في محيط قصر الاتحادية أثناء تأدية مهام عمله في ديسمبر 2012، وميادة أشرف، التي استشهدت في تغطية مظاهرة بمنطقة عين شمس والمطرية في مارس 2013. كما يسلط الأضواء على الزملاء المحبوسين، فبحسب إحصائيات الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، يوجد 58 صحفيا داخل السجون، بالإضافة إلي الاعتداءات التي يتعرض لها الصحفيون أثناء تأدية مهام عملهم، فضلا عن انتهاكات الشرطة حتى وصل الأمر إلى اقتحام مقر نقابة الصحفيين بالمخالفة للقانون في الأول من مايو الماضي، دون عقاب لمسؤول، بل على العكس، تم محاكمة نقيب الصحفيين و2 من أعضاء المجلس. وقال محمود كامل، عضو مجلس نقابة الصحفيين ل«البديل»، إن اليوم العالمي لمكافحة الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين، يجب أن تذكرنا بشهداء الصحافة مثل «الحسيني أبو ضيف، وأحمد محمود، وتامر عبدالرؤوف، وميادة أشرف»، وتذكرنا أيضا بالزملاء المسلوب حريتهم خلف القضبان، والزملاء المقصوف أقلامهم، وكل جرائم حجب المعلومات، وجريمة اقتحام نقابة الصحفيين. وأوضح بشير العدل، مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة، أن استمرار انتهاك حقوق الصحفيين، يقوض مبدأ تحقيق العدالة، مضيفا: «في اليوم العالمي لمكافحة ظاهرة الإفلات من العقاب، نجد أن مرتكبي الجرائم بحق الصحفيين، مازالوا يفلتون من العقوبة». وأكد العدل أن الصحفيين في مصر يتعرضون لانتهاكات عديدة تنال من حقوقهم في الحياة والعيش الكريم، متابعا أنهم مازالوا يدفعون ضريبة أداء رسالتهم؛ بفقدان حياتهم، أو حقوقهم القانونية، مطالبا أجهزة الدولة بتحقيق العدالة في الجرائم التي ارتكبت في حق الصحفيين؛ بتقديم المتورطين فيها للمحاكمة.