"لنأكلها سويا".. "كورونا.. حلم جميل يداعب طفلك".. شعارات انطلقت للترويج لواحدة من أشهر ماركات الشكولاتة المصرية التي برزت في القرن الماضي ولاقت استحسانا كبيرا من قبل المستهلك، الذي كان دائم الحرص على تواجدها بمنزله في مختلف المناسبات، وسطرت بدايات واحدة من الصناعات التي كانت جديدة على مصر وقتها. الحكاية بدأت مع تومي خريستو، اليوناني الأصل، الذي ولد ونشأ بالإسكندرية، وبدأ نشاطه مع الشكولاتة بمصنع بسيط في الإسماعيلية، وأطلق على منتجه اسم "رويال"، بعدها اتجه إلى مسقط رأسه الإسكندرية، حيث أقام في منطقة محرم بك مصنعا آخر أطلق على منتجاته اسم "كورونا". ولأن خريستو، كان صاحب ذوق رفيع، وكان يقضي معظم وقته في سويسرا، منبع صناعة الشكولاتة في العالم، جهز مصنعه الجديد بأحدث آلات التي جلبها من إيطاليا، ونقل كل ما هو جديد إلى مصر، ليقوم بعدها بانتقاء العاملين لمصنعه، فاختارهم بدقة عالية، وكانوا فريقين أحدهما مصري والأخر يوناني، وأنشأ إلى جوار المصنع معلبا ليمارس فيه العمال هواية كرة القدم. ولأن خريستو رجل أعمال في الأساس، قرر مع نشأة وازدهار صناعة السينما في مصر، إنشاء دارين للعرض أطلق على الأولى اسم سينما رويال، وعلى الثانية اسم سينما ستراند، وكان يمنح عمال مصنعه تذاكر مجانية لهم ولأفراد عائلاتهم. لم يستمر الحال على ما هو عليه، ففي عام 1963 تم تأميم الشركة، فلم يتحمل خريستو صدمة خسارة إمبراطورية "كورونا" التي صنعها بيده، فقرر الاستقرار في سويسرا بشكل نهائي. تعرض المصنع إلى تدهور كبير، بعد أن ظل صامدًا لفترة بعد تأميمه بفضل العمال الذين تعلموا المهنة من خريستو، حتى رحلوا واحدًا تلو الآخر، وفي عام 2000 تمت خصخصته، لتظل واحدة من أشهر العلامات التجارية المصرية متواجدة بالأسواق، وإن شهدت تراجعا كبيرا بسبب الإهمال الذي لحق به، خاصة بعد ظهور أنواع أخرى من الشيكولاتة.